23 سبتمبر 2025

تسجيل

وهل الموت يكون لنا واعظا؟

12 فبراير 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقرع الباب دون استئذان.. ليعلن عن القدر الإلهي المحتوم الذي قدره الله للإنسان على هذه الأرض، باختلاف أسبابه ومسبباته وباختلاف السنين والأعمار، فاصل زمني قصير بين الميلاد والموت مهما امتد عمر الانسان ومهما امتلك من المال والأولاد والجاه والسلطان، في لحظة يصبح الانسان الحي المفعم بالآمال والطموحات كورقة تذروها الرياح الى عالم المجهول، وكأنه لم يكن، ولايبقى إلا ذكره ومناقبه.. قال تعالى (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). ٠٠ آه كم هي مؤلمة لحظات الموت، حزن وصمت يسودان المكان، ودموع تسكب وآهات تتفطر لها القلوب.. وصوت المعزين يملأ المكان، ويبقى الحزن سيد الموقف، وصدق ابو العلاء حين قال في مرثيته عن الموت: إن حزنا في ساعة الموت أضعاف سرور في ساعة الميلاد ٠٠ ولكن يبقى السؤال الذي يراودنا عندما ينثر التراب على الجسد الفاني لتواجه الروح العالم الإلهي المجهول: من يعتبر؟ ومن يدرك أن الموت هو بداية لحياة أخرى تضع الانسان في ميزان المحاسبة الإلهية جراء ماقدمه من أعمال وأفعال في الدنيا الفانية. نقش عمر بن الخطاب على خاتمه: كفى بالموت واعظا ياعمر ما أجمل هذه العبارة.. والأجمل مانستوعبه من معنى تحمله بين سطورها ونعمل به، اذا كان الفاروق رضي الله عنه وهو المبشر بالجنة يقول: لو نادى المنادي يوم القيامة كل الناس يدخلون الجنة إلا واحدا لخشيت أن أكون أنا الواحد. فهذا هو سيدنا عمر، نردد كلمته كما نردد قوله تعالى (كل من عليها فان).. ولكن أين نحن مما نقول وَمِمَّا نسمع. وأين أفعالنا وسلوكياتنا وأخلاقياتنا بعد وداع وفقدان الأحبة.. عند الموت في أجندتنا، لحظات عابرة ثم تسير القافلة بِنَا الى االحياة الفانية. نمارس الظلم. بشتى أنواعه، ويأكل الكبير حق الصغير. دون ورع وخوف من عقاب الآخرة.. ويتنازع الورثة على أموال زائلة، وتتلهف الأنفس الضعيفة على ملذات الدنيا الفانية، فيسلبون حقوق الآخرين بغير حق، وتمتلئ المجالس بالغيبة والنميمة والحديث عن أعراض ومساوئ الآخرين، وتتخذ الرشاوى موقعها في معاملات الآخرين ومصالحهم تحت مسميات مختلفة، وتؤخذ أموال الناس بالباطل والجور، وتقطع الصِّلة بالوالدين وبالأقارب، وغيرها من الممارسات الخاطئة سواء من بعض من ينتمون الى مؤسسات الدولة أو بين أفراد المجتمع بعضهم البعض، وغيرها. حين يسدل الستار على الميت وتنقطع صلته بالحياة، ويدفن تحت الثرى، ليواجه ميزان عمله كما في قوله تعالى (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) فهل من معتبر وعجلة الموت تسير سراعا، وتحصد أمامها الصغير والكبير، والسقيم والصحيح. فكم من أناس فقدنا وجودهم ورحلوا من هذه الدنيا وتركوا آثارا طيبة وسمعة عطرة، ليكونوا عبرة بسيرتهم وأعمالهم الطيبة. فكم هو جميل أن تذكر محاسن من ماتوا، والأجمل حين نقتدي بسيرتهم ونسير على نهجهم، ليس العبرة في مانقول أو مانكتب، انما العبرة فيما نفعل وما نعمل، العبرة في أن يكون الموت لنا واعظا.. رحم الله من سبقونا من الأموات وأسكنهم الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب.. Wamda.qatar @mail.com