13 سبتمبر 2025

تسجيل

ندعمهم ويطعنوننا

12 فبراير 2015

أثارت التسريبات التي عرضتها قناة مكملين لمكتب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عندما كان وزيراً للدفاع وقبيل أيام من انتخابه رئيساً لمصر، أثارت المكالمة الهاتفية التي جرت بينه وبين رئيس مكتبه الكثير من الاستهجان والاستغراب على الصعيدين العربي والدولي، والتي يسخر من خلالها على الدعم اللامحدود الذي تقدمه له دول الخليج وخاصة السعودية والكويت والإمارات، وكأنه يشكّل فاتورة موقف السيسي ومن يقف معه في الانقلاب على الشرعية!الطريقة التي دار بها الحديث تمثل قمة الابتذال والسفاهة خرج بها الحوار الذي دار بين الذي يدّعي الوداعة والطيبة و"الحنّية" ومدير مكتبه الذي تعكس بذاءاته أخلاق "سي الريس"!، فبالرغم من المواقف الأصيلة التي وقفتها دول الخليج معه بالمال والدعم السياسي واللوجستي، إلا أنه يصفها بـ "أنصاف الدول" ويتحدث بتهكم وقح عن أرصدة حكامها، وكأنه يتمنى زوالها ولسان حاله يقول "يا ليت حساباتهم تتحول في حسابي"!لم يسبق لمصر العروبة أن أدار دفتها رجلٌ بهذا المستوى من السطحية والسفاهة والطعن فيمن مدوا يد الدعم له في وقت الشدة، ولن تمر مصر بمرحلة أسوأ من هذه المرحلة في ظل الانتكاسات التي تشهدها كافة القطاعات فيها، واتضح من خلال هذا التسريب بأن الأموال التي تُغدق على مصر تذهب أدراج الرياح وتصب في حسابات عصابة السيسي!ومن هنا لزاماً على دولنا الخليجية بأن تتعلم من الدرس جيداً، وأن لا تُكلّف نفسها عناء دعم شعبٍ شقيقٍ أنهكته حكوماتٍ تقتات على أموال الدعم وتُحرم شعبها من أبسط مقومات العيش الكريم، حكومات توارثت الجشع والتزوير وسرقة قوت شعبها وأبدعت في الإدعاء بأن ما تتلقاه من دعم بالكاد يكفي ما تتطلبه مقومات حياة الشعب الأساسية! وإن كنّا نريد أن ننصف المواطن المصري البسيط، فعلينا أن ندعمه وكافة الشعب المصري بإيجاد قيادة نزية لا تُدين بولائها لا لحزب ولا لجيش وإنما تضع مصلحة مواطنها على رأس أولوياتها وتحارب الفساد بشتى أنواعه، حينها سنرى الدولة المصرية الحقيقية التي كانت وستظل هي مصدر قوة وعزة الأمتين العربية والإسلامية عندما يقودها الرجال الأفذاذ لا ما نراهم من "أنصاف الرجال"! فاصلة أخيرة مصر لا تستحق حاكماً بمواصفات السيسي ولا حزباً يضع مصلحة الحزب فوق مصلحة الدولة كالإخوان، مصر تستحق حاكماً يتصف بصفات أهلها الكرماء الأوفياء.