13 أكتوبر 2025

تسجيل

اليوم الرياضي والسمنة

12 فبراير 2014

إن المبادرة الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بتخصيص يوم رياضي للدولة، وهو الثلاثاء الثاني من فبراير كل عام، لاقت تجاوبا كبيرا، وفي النسخة الثالثة من فعاليات اليوم الرياضي انطلقت عدد من الأنشطة والفعاليات في مختلف اركان الدولة بهدف تحقيق الوعي بأهمية الرياضة ودورها في حياة الأفراد والمجتمعات، وتشجيعا على ممارستها باعتبارها سلوكاً حضارياً وصحياً. وباتت فكرة الاحتفال فرصة للحكومة للترويج للاحداث الرياضية الكبيرة كمونديال 2015 لكرة اليد التي ستحتضنه دولة قطر يناير المقبل، للمرة الأولى. هذا الحدث يؤكد خطى الدولة نحو تشجيع الرياضة بعد ان أصبحت قطر دولة رائدة في هذا المجال الرياضي بكافة أشكاله وصنوفه بدعم واضح من القيادة القطرية الحكيمة والواعية لأهمية الرياضة وتأثيرها في حياة الشعوب، لاسيما وأننا في قطر ننتظر أعظم إنجازات الرياضة وهو استضافة كأس العالم 2022. إن اليوم الرياضي في قطر سوف يساعد على تكوين موروث رياضي وأخلاقي وسلوكي راقي للغاية، يضاف إلى الفوائد الصحية التي يقدمها هذا اليوم جراء ممارسة الرياضة، باعتبار التوعية الصحية وسبل التعاطي مع الغذاء والأدوية والأمراض وغير ذلك من الأمور وثيقة الصلة بالرياضة وثقافتها. إلا اننا هنا وبدون تنغيص على احد نود ان نقرع ناقوس الخطر بتزايد نسبة السمنة في مجتمعاتنا، وقد سجلت قطر ارتفاعاً في نسبة السمنة بين الشباب والنشء من الجنسين في الآونة الاخيرة وذلك لعوامل عدة أهمها النظام الغذائي غير الصحي، وقلة التمرينات الرياضية والحركة، ساعد على ذلك نمط الحياة الحديثة بانتشار مطاعم الوجبات السريعة وسهولة الوصول إليها عبر خدمات التوصيل، وما تغص به الأسواق اليوم من مختلف الأغذية والمشروبات ذات السعرات الحرارية العالية. هذه العوامل لعبت دوراً خطيراً خصوصاً بين الأطفال والمراهقين، وزادت من انتشار السمنة، حيث يتناول الفرد من خلالها ما يفوق حاجته من السعرات الحرارية دون أن يشعر، ويزيد الطين بِله اننا نعيش في مجتمع تتوفر فيه جميع أساليب الراحة كالمصاعد والسلالم المتحركة والسيارات والكومبيوترات التي قللت الحركة أو في بعض الأحيان ألغتها، إضافة للأجواء المناخية الحارة التي تحد من ممارسة الرياضة وتحديداً المشي مما ساهم في انتشار السمنة. تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية على وجود أكثر من بليون ونصف شخص يعانون من زيادة الوزن في العالم و400 مليون يعانون من السمنة بما فيهم 20 مليون طفل. وتتوقع المنظمة زيادة حادة في هذا الرقم عام 2015.. اذا لم نهتدي بقيادتنا الرشيدة في جعل أيامنا تنصب في ممارسة الرياضة فسنكون في مقدمة هذا الرقم المخيف. وسلامتكم.