10 سبتمبر 2025
تسجيلتحتفل دولة قطر على مدار العام التالي باليوم الرياضى، وذلك فى الأسبوع الثانى من شهر فبراير من كل عام، وخصصت إجازة رسمية لجميع مؤسسات ووزارات الدولة، وتعتبر هى الفريدة من نوعها من ضمن دول العالم التى تميزت بأن يكون هناك يوم خاص للتوعية بأهمية الوعى الصحى والرياضى فى المجتمع، وذلك ايمانا منها بأن العقل السليم فى الجسم السليم، وبالفعل فى هذا اليوم تشهد قطر عرسا رياضيا بكل ألوانه ومحتوياته، وذلك بمشاركة كل الجهات الحكومية والأندية وجمع غفير من الجماهير فى كل مناطق الدولة وإحياء كل الفعاليات والأنشطة التقليدية التى تتعلق بالمفهوم والوعى بأهمية الرياضة. واضافة لذلك فقد ضخت الدولة ميزانية ضخمة للجانب الرياضى وذلك بالاهتمام المباشر والملحوظ بالأندية الرياضية الحديثة والمتطورة التى تتماشى مع المواصفات بالأندية العالمية وتماشيا مع الطفرة الاقتصادية التى تشهدها قطر ومنها استقبالها للعديد من البطولات الدولية على أرضها وأحدثت قفزة رياضية سيذكرها التاريخ الرياضى فى المستقبل الراهن. ولكن لنا وقفة رياضية، فهذا ما تبذله دولة قطر من حيث توفير البيئة الرياضية الحديثة لجميع الناشئين من الجيل الحالى وتوفير كافة الكوادر البشرية لتدريبهم واحتوائهم منذ الصغر وذلك من خلال استقطابهم من خلال المدارس والأندية المتعددة ورغم ذلك ما زالت رؤيتنا للوعى الحقيقى لأهمية النشاط الرياضى للأسرة والأبناء ضعيفة للغاية ومازال البعض من أفراد الأسرة غير ملمين بأهمية زرع القيم الرياضية فى نفوس أبنائهم منذ الصغر وأهمية النشاط الرياضى فى الجدول اليومى لأبنائهم والتوعية الأسرية باختيار الوجبات الصحية والتى تسبب البدانة المفرطة والتى ينتج عنها اصابة العديد من الأطفال فى بداية نشأتهم بالكثير من الأمراض ومنها البدانة والسكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض التى تقضى على النواحى الصحية للأبناء وهم فى مقتبل العمر، وذلك مقارنة بالدول الأجنبية ومانراه من ارتفاع درجة الوعى لدى الأسرة والمجتمع وممارسة الرياضة بكافه أنواعها فى كل منطقة تمشى فيها بالدول الأوروبية لدرجة تبهرك وأنت تجد أطفالا تحت عمر الخامسة يقودون دراجات أو يتم تدريبهم على السباحة بشكل يذهل العقل واضافة إلى اهتمامهم بممارسة الأنشطة الرياضية بشكل يومى أيا كانت انشغالاتهم العملية، واضافة إلى اعتبار الرياضة والعمل والصحة جزءا لا يتجزأ. ومن جانب آخر قد دخل المجتمع القطرى فى ثقافة رياضية وصحية من نوع آخر تماشيا مع الموضة وزيادة الطفرة الاقتصادية وارتفاع دخل المواطن القطرى مما أتاح الفرصة للمستثمرين الاقتصاديين لافتتاح العديد من المراكز الصحية للتجميل تماشيا مع دور الاعلام المرئى وغير المرئى فى ترويج الثقافة الصحية للتخلص من البدانة والوزن الزائد وذلك بأيسر الطرق منها تحويل المعدة وقص المعدة أو تركيب البالونات التى تفقد شهيتك وطرق أخرى وبأسعار خيالية ولجأ إليها الكثير من الجنسين الرجال والنساء، وللأسف لجوء العديد من الفئات التى تعانى من البدانة المفرطة بعمل هذه العمليات بمراكز ومستشفيات تجارية ولا تملك الكفاءة العالية، مما أدى إلى وفاة العديد منهم وأدى بالكثير إلى حدوث مضاعفات كبيرة كفقدان الوعى والدخول فى غيبوبة تامة وغيرها من الأخطاء الطبية وذلك لخطورة هذه العمليات من الناحية الصحية وعلى حياة المريض، ومنهم لم تستدع حالاتهم الصحية عمل هذه العمليات ولايحتاجون إليها وقد تستغرب من مستوى التفكير والوعى فقد يقومون بها ويعرضون حياتهم للخطر الصحى وذلك لترويج هذه المراكز التجميلية فى تسويقها بالوصول إلى الوزن المثالى وذلك بكفاءتهم فى استعراض واستخدام الفتيات اللاتي يتمتعن بأجسام مثالية ومستوى عال من الجمال من خلال عملية التسويق، مما أدى إلى انتشار ثقافة الرشاقة والتخلص من الوزن الزائد بأحدث الطرق العلمية. ومقابل كل ذلك يسعى الكثير إلى صرف مبالغ طائلة لهذه المراكز ومنهم من يغادر إلى الدول العربية والأجنبية من أجل اقامة هذه العمليات، لدرجة وصلنا بها إلى حالة من الهوس التجميلى والغريب من ذلك حينما تتحدث أو تتناقش مع أحد منهم عن أهمية الرياضة والأكل الصحى والمشى لمدة ساعة يوميا تستطيع أن تتفادى كل هذه الأمراض والوصول إلى هذه المرحلة من البدانة لايستمع لك ولايريد أن يستمع ويقوم بتغيير الموضوع أو الاستهزاء بالكلام. فإذا كانت هذه هى الطريقة المثلى للتخلص من الوزن الزائد والوعى بأهمية الصحة والرياضة، والنظرة الضيقة لها فى الوقت الحالى وغير متماشية مع ما تبذله الدولة من جهود رياضية ومالية ضخمة للارتقاء بمستوى الوعى الرياضى والصحى ورؤية قطر المستقبلية فماذا ستكون الآثار الناجمة والسلبية لانعدام هذا الوعى؟ ولكن نأمل فى المرحلة القادمة اهمية الوعى الثقافى بأهمية الرياضية وزرعها فى نفوس الأبناء من الصغر ليكون لديهم وعى كاف بها والحرص على القيام بها ونحن قادرون على ذلك.