11 سبتمبر 2025

تسجيل

بدرية الكبيسي.. تشكيل الحروفية

12 يناير 2024

يمثل التشكيل الحروفي في تجربة الفنانة التشكيلية القطرية بدرية بنت خليفة غانم محمد الكبيسي (ولدت 1964)، حضورًا في تجاربها في المدارسة الفنية المختلفة التي تنتقل بينها في رحلتها الفنية، إذ نجحت في تأكيد اللون والخط العربي والحروفية في معظم لوحاتها، فحضوره في تجربتها منذ انطلاقتها مع فن البورتريه، ثم في مراحلها الفنية مع المدارس المختلفة: التجريدية، السريالية، التكعيبية والكاريكاتورية. بدأت رحلتها مع الفنون التشكيلية من الطفولة، إذ لاحظ والدها ميولها الفنية قبل التحاقها بالمدرسة، وشجعها على دراسة الفنون، حتى حصلت على البكالوريوس من قسم التربية الفنية بجامعة قطر عام 1986، وبينما كانت لا تزال على مقاعد الدراسة الجامعية، أصبحت عضوة بالجمعية القطرية للفنون التشكيلية منذ عام 1984، وبدأت رحلتها مع المعارض الفنية في معرض ثنائي عام 1985، حيث كان معرضها الأول مع الفنانة وفاء الحمد (1964-2012)، أول أستاذة جامعية قطرية تعمل في قسم التربية الفنية، وكانت الكبيسي أول قطرية تشارك برسوم صحفية تعبيرية، إذ نشرت رسوماتها مجلتا الجوهرة والجامعية، وابتكرت شخصيتي «ريم وناصر»، لكتب المناهج الدراسية في عام 1995. أنتجت الكبيسي عام 2004 عددًا من اللوحات لورشة التشكيل بالخط العربي، مزجت فيها بين التجريدية والخط العربي، حيث تأثرت بالفنان المصري محمود البسيوني (1920-1994)، ووظفت الخط للتعبير عن جوانب البيئة في أسلوب تراثي، وتميزت لوحاتها بالواقعية باستخدامها للون ودرجاته وظلاله، وتوظيفها للخط العربي توظيفًا يُحدث التوازن، ويؤكد اللون، موظفة مثلا: لفظ الجلالة «الله»، وجملة «سبحان الله»، والأقوال المأثورة، والأمثال الشعبية القطرية، في تمازج لوني، وتوازن شكلي، يُضفي على اللوحة ذائقة بصرية، تغذي الإحساس بجماليات المدرك البصري. انقطعت عن الساحة التشكيلية القطرية عام 1989، على الرغم من حضورها في عقد الثمانينيات من القرن العشرين، لتعود للمشاركة مرة أخرى بعد غياب 22 سنة، في احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية عام 2010، لتنظم معرضها الفردي الفني الأول «أهلّة» (جمع هلال) عام 2011، وكان هذا المعرض نقلة نوعية في مسيرتها الفنية، ويبدو جليًا في اللوحات، التي احتضتها أروقة المعرض، مزجها بين الحروفية والتراث العربي الإسلامي، وخاصة في لوحة أهلّة، وتواصلت رحلتها مع الحروفية، فرسمت عام 2017 حروفية تجريدية؛ مستلهمة فيها جماليات فنون الخط العربي يصورة تجمع بين المادة والروح وقيمتها التعبيرية. وظفت الكبيسي الفن العربي الإسلامي، والحروفية، في أعمالها الفنية، مستلهمة الكثير منها من التراث العربي الخليجي عامة، والقطري خاصة، وأنتجت أسلوبًا فنيًا معبرًا عن البيئة القطرية من المساجد والبحر، فظهرت في الكثير من لوحاتها الأهلة والقباب، والزخارف الجبسية، والنقوش الإسلامية، والآيات القرآنية والحروف العربية، وهو الأمر الذي أهلها للمشاركة في الكثير من المعارض في قطر وخارجها، ولأن تحوز عددًا من الجوائز، وشهادت التقدير، خلال مسيرتها التشكيلية الحروفية.