10 سبتمبر 2025
تسجيللأول مرة أكتب عنوانا لمقالي قبل أن أباشر بالمقال نفسه وأنتهي منه ثم أتفرغ للتفكير بعنوان يليق به وبما تضمنه من بنات أفكاري التي تبدو إحداهن اليوم والتي ستتبنى فكرة هذا المقال حزينة جدا بعد أن فقدنا والدا وأخا كبيرا كان يمثل لي أنا شخصيا سندا لي في عملي بعد الله عز وجل وهو سعود بن عبدالعزيز المهندي نائب رئيسي الاتحادين القطري والآسيوي لكرة القدم الذي كان مثالا مشرفا للشخصية القطرية التي مثلت قامة مسؤولة في عالم رياضة كرة القدم القطرية والخليجية والآسيوية والدولية. وغلبت مآثره قارة آسيا بأكملها حيث تولى منصب الأمين العام للاتحاد القطري لكرة القدم عام 2001 قبل أن ينتخب نائبا لرئيس الاتحاد عام 2018 ليلحقه منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وتتم تزكيته مرة أخرى لنفس المنصب قبل أن يتنازل عن ترشحه لمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي احتراما وتقديرا صادقا منه لسعادة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة عام 2019 الذي رثاه بكلمات معبرة تدل على أن الفقد الذي سوف تشعر به آسيا ليس بالقليل أو الهين ذلك أن الفقيد رحمه الله (أبوعبدالعزيز) كان يمثل علامة فارقة في تنشيط الكرة الآسيوية حيث فاز بعضوية عن القارة الآسيوية في مجلس الاتحاد الدولي (فيفا) بعد حصوله على ثاني أكبر نسبة من أصوات الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي برصيد 37 صوتا من أصوات الجمعية التي يصل عددها إلى 46 اتحادا يحق لهم التصويت والانتخاب. وتولى رحمه الله عدة مناصب أخرى بالآسيوي كانت أبرزها رئاسته للجنة المسابقات وحظي الفقيد بثقة الاتحاد الآسيوي الذي اختاره أكثر من مرة لرئاسة اللجنة المنظمة التابعة للاتحاد الآسيوي لبطولة كأس آسيا في الصين والدوحة والإمارات. يعد أبوعبدالعزيز، رحمه الله وغفر له، الدينامو الذي قامت عليه بطولة كأس الخليج المقامة حاليا في مدينة البصرة العراقية حيث سن اللوائح بصورتها الجديدة التي ارتكزت على خبراته رحمه الله وتنشيطه لهذه البطولة حيث وجه اتحاد الكرة القطري لإنجاح البطولة الخليجية في أي بلد كانت وسعى شخصيا لأن تستضيف العراق الشقيقة كأس الخليج في نسختها الـ 25 حيث قام بزيارات عدة لها للوقوف على أهم المتطلبات الضرورية لأن تظل استضافة مدينة البصرة للبطولة قائمة وممكنة قبل أن ينهكه المرض المفاجئ الذي جاء قبيل إعلان فوز قطر باستضافة كأس آسيا 2023 ويتعذر ذهابه إلى كوالالمبور في إعلان اسم الفائز بعد أن سعى لإنجاح ملف الترشح الذي قُدم للمجلس الآسيوي وكنت شخصيا ضمن فريق عمل الملف تحت إدارته هو شخصيا وأتشرف أنني كنت أيضا ضمن فريق عمل المرحوم بإذن الله سعود المهندي حينما ترشح لعضوية مجلس الشورى في نسخته المستحدثة بنظام التشاور والانتخاب الشعبي لأعضائه حيث كان مرشحا عن مدينة الخور والذخيرة وكان رحمه الله عطوفا على المستوى الأخلاقي ساهم في سد حاجات كثير من المحتاجين لأي خدمة كان يمكنه تقديمها دون مقابل وكان طلبه الوحيد الدعاء في ظهر الغيب وكان دائم الابتسامة والترحيب يقوم مرحبا من الثانية الأولى لدخول القادم له لمكتبه حتى وإن كان موظفا عاديا يبادر بالترحيب والابتسامة فلم ينهر أحدا من موظفيه حتى وإن كان الخطأ كبيرا يمكن أن يؤثر على سير العمل ويعطي نصيحته التي تنم عن خبرته لإنجاح منظومة العمل بطريقة سلسة ودقيقة لدقته هو شخصيا رحمه الله في عمله فكان يناديني دائما لتصحيح الخطابات المرسلة لغويا وفي إنشائها تحريرا وإملاءً لذا فإنني اليوم أشعر بمدى الفقد الذي يخالجني في عملي والفراغ الذي يمكن أن أبدأ بالشعور به لحظة الجلوس على مكتبي كشعور المئات من موظفي الاتحاد الذين سيكونون أول الواصلين إلى مقبرة الخور ظهر اليوم الخميس لوداع هامة من الهامات القيادية الرياضية لكرة القدم القطرية ودفن جثمانه الذي لطالما سعى لخدمة بلاده والارتقاء باسم قطر عاليا. فرحم الله سعود بن عبدالعزيز الإبراهيم المهندي وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.