16 سبتمبر 2025

تسجيل

أُمة اقـرأ لا تقرأ !

12 يناير 2022

هل نحن أمة تقرأ فعلا رغم أن الحقيقة تقول إن إسلامنا فعليا قد جاء بكلمة اقرأ؟! أتساءل كثيرا عن جدوى إقامة معارض الكتاب ومنها معرض الكتاب الدولي والذي سوف يُفتتح غدا في الدوحة بمشيئة الله وسط توقعات بأن يشهد إقبالا جيدا من عموم الشعب الشغوف بالقراءة أو كما يظن منظموه الذين لا يزالون يراهنون على أن قيمة الكتاب لا تنقص ولا ينطفئ وميضه رغم سحر التكنولوجيا وسيطرة الهواتف الذكية على العقول والعيون معا، لذا دعوني أسأل ثانية هل نحن فعلا أمة تقرأ ؟! وأريدكم أن تنحوا هواتفكم جانبا ثم تسترسلوا في النظر لسؤالي قبل أن تطرحوا إجاباتكم التي أشك أنها سوف تحمل مصداقية كاملة لأننا بالفعل بتنا أمة يهمها أن تتابع تويتر لتلقى فيه الأخبار بسهولة وأمة يروقها الإنستغرام لرؤية الأخبار المتنوعة الموثقة بالصور الملونة والمقاطع الحية وأمة تستمتع بالتيك توك الذي يحمل مقاطع خفيفة الدم ومضحكة، ونحن أمة أيضا إن أرادت أن تسترسل في نشر الأخبار والأفكار بحسناتها أو سيئاتها أو حتى متابعتها فالفيسبوك صار هو متنفسنا المناسب، فكيف بعد هذا كله يمكننا أن نبحث عن كتاب قد يتألف من مائة أو ما يزيد من الصفحات وقد سُرد فيه ما سُرد على سطح أبيض لم يمتزج معه لون أو صورة ؟! دعونا نكون واقعيين بصورة أقرب هل سيذهب الجميع لمعرض الكتاب كما يذهبون للمعارض التجارية التي تقام في نفس المكان ؟! بالطبع لا، لأننا ورغم أمة تقرأ من المحيط للخليج باتت القراءة عبئا لا يتحمله الكثيرون ممن استساغوا الهواتف الذكية وسهولة البحث فيها عما يريدون دون الحاجة للبحث في ردهات وصفحات الكتب، وقد كنت أنا شخصيا ممن يبحثون في هذه الكتب عما يروق لي قراءته خصوصا قبل أن أخلد إلى النوم وأذكر أني ظللت ثلاثة أيام مع رواية طويلة للمؤلف المصري الراحل إحسان عبدالقدوس رحمه الله اسمها (لا أنام) وحقيقة لم أنم حتى أتممت قراءتها وكنت سعيدة وأنا أتعايش مع فصول الرواية وأحداثها وصفحاتها وأبطالها حتى ظننت نفسي واحدة منهم من شدة التعلق الذي أصابني وأنا أسترسل في القراءة بنهم افتقدته منذ أن كنت طالبة في الجامعة أعد البحوث وأظل جل وقتي في ممرات المكتبة للبحث في المراجع لإعداد ما يطلب مني لا سيما في مشروع التخرج الذي أخذ مني وقتا لإتمامه وتقديمه بالصورة المثلى واليوم أنا إحدى اللاتي تم دعوتهن لحضور معرض الكتاب الذي يقام في الدوحة وسوف يفتح أبوابه للجماهير بدءا من الغد 13 يناير وحتى تاريخ 22 من الشهر نفسه، فهل هناك من سوف يعطينا إحصائية لنسبة الحضور مقارنة بالحضور الأعظم للمعارض التجارية للملبوسات والإكسسوارات والعطور والبخور وخلافه من المعارض التي تقام وتنتهي ولا تزال مكتظة بالرجال والنساء ؟!. لن أدعوكم للقراءة وأدعي المثالية الجوفاء لأنني بت أحوج لهذه الدعوة منكم بعد أن كان الكتاب رفيقي في بلادي وفي أسفاري فإذا بالآيفون هو الرفيق في البلاد وهو الونيس في السفر مثلي مثل الملايين غيري الذين وجدوا في أجهزتهم الملاذ وتلبية الحاجة غير التي يمكن أن نلقاها في الكتاب لكنني وصدقا أقولها إنني سأحاول جاهدة أن أعود إلى ما كنت عليه وأن أمد حبال الود مع كتبي التي قرأتها كلها ولم أعد قراءتها وظلت حبيسة أرفف المكتبة لسنوات من خلال حضوري لافتتاح معرض الكتاب غدا بحول الله وانتقاء ما يشوقني عنوانه وتغريني سطوره وأن أعود إلى حلف أمة اقرأ ولنتفق جميعا أن نصبح أمة تليق بأمة اقرأ وهي أول آية أُنزلت على نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ونحن الأجدر بأن نكون نحن، فمن معي يمضي في هذا الاتفاق ؟!. @[email protected] @ebtesam777