01 أكتوبر 2025
تسجيلفي أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر دخلت هولندا عصرها الذهبي وعاشت فترة ازدهار اقتصادي لم تمر عليهم سابقاً، وأصبحت من أغنى دول العالم. وأمسى الكثير من الهولنديين أغنياء في فترة وجيزة. وهو ما جعلهم يتسابقون لاقتناء السلع والمقتنيات الثمينة للتفاخر فيما بينهم. وفي تلك الأثناء وصلت إليهم من تركيا زهرة كانت جديدة عليهم، وهي زهرة التوليب. انبهر الهولنديون بتلك الزهرة الجميلة وبدؤوا بزراعتها. وكانت بعض الزهور تصاب بفيروس غير ضار فتخرج بلونين مختلفين مما يضفي عليها جمالاً وجاذبية. لذلك حرص الهولنديون الأثرياء على اقتناء التوليب، وخصوصاً ذات الألوان المختلفة. وأصبحت رمزاً للثراء والرفعة الاجتماعية. بل إن الزهرة الواحدة تعتبر مهراً مقبولاً للزواج بين العائلات. وأدى الإقبال الشديد عليها إلى ارتفاع سعرها في الأسواق المحلية، وتحقيق أرباح كبيرة لمقتنيها في فترة وجيزة. فهرع الهولنديون لشراء بصيلات التوليب لإعادة بيعها بسعر أعلى. حتى وصل سعرها لمبالغ خيالية، لدرجة أن سعر الزهرة الواحدة وصل لأعلى من سعر منزل في وسط أمستردام، ويقدر الخبراء بأن سعرها وصل في ذروة الإقبال عليها عام ١٦٣٧ لمليون دولار بأسعار اليوم. قبل أن تنهار في فترة وجيزة، وتبخرت معها ثروات الكثيرين منهم، وباتوا فقراء ومدينين. وهو ما اعتبره الاقتصاديون أول فقاعة اقتصادية في التاريخ. بالرغم من كثرة تكرار الفقاعات الاقتصادية في عدة مجالات وسلع وفي فترات تاريخية مختلفة، إلا أن الكثيرين لم يتعلموا الدرس منها. فلا تزال تجد من يتوهم أنه سيحقق الثراء من خلال ركوب موجة ارتفاع سعر سلعة لمستويات خيالية لا علاقة لها بالمنطق. سواء كانت هذه السلعة عملة رقمية، أو أسهم شركة مغمورة، أو غيرها من الفقاعات التي نراها في عصرنا الحالي. Twitter:@khalid606