10 سبتمبر 2025
تسجيلاستحدثت اليابان منذ فترة منصب وزير لزيادة عدد السكان من المواطنين، وفي أول تصريح للوزير الجديد (المكلف) بإيجاد سبل رفع معدلات المواليد والحفاظ على عدد السكان المتراجع من الهبوط لأقل من ١٠٠ مليون قال: أتمنى أن يتبنى المواطنون وجهة نظري بأن إنجاب الأطفال مفيد. كانت اليابان قد تعرضت لنقص السكان على مدى عدة عقود، ومعرضة لمزيد من الانخفاض. وتهدف هذه الوزارة كذلك إلى أن يكون السكان فاعلين، وذلك من خلال انعكاسات النمو الاقتصادي على الجميع، مع التأكيد على عدم الحاجة لهجرة أجانب إلى البلد لزيادة عدد السكان. هذا التوجه الجديد لفت نظري كثيراً، وأسقطته على بعض دولنا العربية، فتوصلت إلى أننا في قطر وبعض دول الخليج في أمس الحاجة لمثل هذا التوجه، وذلك بسبب أن المواطنين من حيث العدد أصبحوا أقلية، وأصبحت التركيبة السكانية معرضة لخلل خطير بالنظر إلى التركيبة الحالية لمجتمعنا القطري، مما يهدد الهوية والثقافة ويهدد مستقبل الوطن. حيث إن نسبة القطريين حسب آخر الإحصائيات للعام الماضي 2019، ٩ونصف ٪ من إجمالي عدد السكان الذي فاق الثلاثة ملايين. وهناك ثلاث جنسيات آسيوية تفوق نسبة القطريين في قطر ! بعضها للضعف تقريباً !! كما أنه بالنسبة لبعض دولنا العربية وبالذات جمهورية مصر العربية التي تعتبر أكبر بكثير من اليابان من حيث المساحة فإن نموها كان من المفترض أن يكون أكبر بكثير من اليابان، حيث عاشت اليابان ومصر ظروفاً مشابهة حيث تزامن عهد النهضة في البلدين بعد أن عاشت اليابان ويلات الحرب وبعد أن عاشت مصر ويلات النكسة، اليابان عادت ونهضت بقوة وحققت الكثير من الإنجازات في حين تراجعت مصر على كل المستويات، إلى أن وصلت مصر إلى سياسة تحديد النسل بينما توصلت اليابان إلى سياسة تهدف لزيادة عدد السكان! أعود لبلدي قطر، أعتقد أن من المناسب لنا جداً الاستفادة من التجربة اليابانية، ليس بالضرورة بإنشاء وزارة لزيادة عدد السكان ولكن بتشجيع النسل عبر طرق مدروسة ومساعدة أبناء الوطن مادياً ومعنوياً لزيادة عدد السكان، وأن تكون زيادة إيجابية لمواطنين فعالين في بناء الوطن لا تتملكهم عقدة الخوف من المستقبل. ● آخر الكلام بناء الوطن والمحافظة على كيانه مسؤولية الجميع. Alkuwarim @hotmail.com