11 سبتمبر 2025
تسجيلمخاوف حول خروج رؤوس أموال من الشرق الأوسط في خضم الأحداث العالمية الآنية من أقطاب سياسية واقتصادية، تبحث مؤسسات مالية واستثمارية عن ملاذات آمنة لتشغيل الأموال في قطاعات تعود بأرباح مجزية، وبعيدة عن التقلبات وعدم استقرار المشهد السياسي في الكثير من مناطق العالم. وتلقي التوترات الراهنة بظلالها على الأسواق، التي تأثرت كثيراً بتذبذب أسعار الطاقة، والعملات، وتأرجح الذهب بين صعود وهبوط، ومخاوف من خروج رؤوس أموال لمستثمرين وصناعيين من منطقة الشرق الأوسط للبحث عن نمو أسرع. وارتفاع سعر النفط إلى أكثر من 70 دولاراً وارتفاع مماثل للذهب، قد يدفع الأسواق إلى جنيّ بعض الأرباح إلا أنّ المخاوف ما زالت موجودة من انهيار مفاجئ كالذي حدث في 2008 خاصة ً في ظل وجود متغيرات سياسية واضطرابات اجتماعية ستجعل من الصعب العودة إلى نقطة البداية. ويتابع خبراء السوق المالي بقلق متغيرات الأحداث والتجاذبات السياسية التي ستؤثر بشكل رئيسي على استقرار الاقتصاد والذي يعتبر حجر الأساس في أيّ نمو لأنّ عجلة التصنيع والتجارة والزراعة والاستثمار من أولويات أيّ منطقة. ومما يزيد مخاوف صناع القرار الاقتصادي في العالم توقعات من حرب تجارية تقوم على تفاوت الأسعار بين أقطاب اقتصادية عالمية، وهذا الأمر ينعكس سلباً على مختلف الأنشطة. أضف إلى ذلك تراكمات ديون أوروبا، والاختلالات في تسديدها، وعدم القدرة على إحداث توازن بين العرض والطلب، وتأثر سوق المال بمجريات الأحداث، حيث إنّ عدم الاستقرار لن يوفر للتنمية جواً آمناً من النشاط والفاعلية. ويتطلب من القائمين على وضع سياسات التنمية التخفيف من حدة هيمنة التأثيرات السياسية ليتمكن السوق من تلبية الطلب على الطاقة، وتوفير مخزون جيد دون التأثير على المعروض، ومساعدة النظام المالي على أخذ دوره بشكل إيجابي في تهدئة السوق العالمي، والحفاظ على الملاذات الآمنة من العملات والذهب والعقار والاستثمارات طويلة الأجل. وتسعى الكيانات العالمية إلى الاحتفاظ باستقرار جيد لسعر الطاقة النفطية عند حد مقبول، وبالرغم من ذلك فإنّ الأنشطة التجارية والاستثمارية انحسرت مع تواصل حالة عدم اليقين من عودة السوق إلى ما كانت عليه. فالترقب الحذر ودراسة الأوضاع الاقتصادية وإنتاج السوق الحالية من أهم الخطوات التي تقدم عليها قطاعات النمو في كل دولة، مع الإقدام المتأني والدخول في أيّ مشروع دون المغامرة الخطرة. [email protected] [email protected]