14 سبتمبر 2025
تسجيلصفعة قوية وجهها رئيس وزراء كندا عندما قرر حظر دخول المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب إلى كندا، ما لم يعتذر عن تصريحاته ضد المسلمين والمكسيكيين، وقال: إن كندا بلد حر يدعم الخلفيات العرقية وجميع الثقافات وجميع الأديان، وإن تصريحات ترامب تثبت كراهيته للمسلمين والمكسيكيين، وكندا لا تتسامح مع العنصرية أو الكراهية.وكان هذا الرئيس قد وجه كلمة للمسلمين في مؤتمر "إحياء الروح الإسلامية" الذي يعقد في تورنتو الكندية في نهاية ديسمبر من كل عام، وبدأها بـ"السلام عليكم" باللغة العربية وحيا المشاركين، وأكد أن هذا المؤتمر يمثل الهوية الإسلامية لمسلمي كندا، كما أعلن ترحيب كندا باللاجئين السوريين واعتبارهم مواطنين من لحظة وصولهم إلى المطار.لقد أثبت رئيس الوزراء الكندي أن هناك في الغرب من يقدر الدين الإسلامي ويعترف به، ويعترف بحقوق المسلمين، ويدافع عنهم بالإضافة إلى توفير كل أساليب الحياة الكريمة وخاصة ممن ضاقت بهم بلادهم وهضمت حقوقهم وسفهت أحلامهم في تطوير قدراتهم، رغم ما لديهم من علم ومواهب وقدرات كان من الممكن أن ينفعوا بها بلادهم لو احتضنتهم ولم تتركهم للهجرة منها، ووجدوا في تلك البلد الذي استقبلهم كل الحرية في العمل وإعمال عقولهم وتوظيف طاقاتهم العلمية في تطوير بلاد المهجر، وها هم يعيشون هناك ويقدرهم رأس الدولة الذي احترم عقيدتهم وهنأهم في رأس السنة الهجرية، وأكد في كلمة بهذه المناسبة أن المجتمع الكندي المسلم له إسهامات مهمة، وأن كندا بنيت بأيدي أناس من كل أنحاء العالم يتبنون كل إيمان وينتمون لكل ثقافة ويتحدثون كل لغة.والجدير بالذكر أن عدد المسلمين في كندا يتعدى 2% من عدد السكان البالغ 33 مليون نسمة، والدين الإسلامي هو رقم واحد بعد الديانة المسيحية، وأول مسجد بني في كندا عام 1938م، وتم الاعتراف بالدين الإسلامي عام 1973م، وللمسلمين نشاط سياسي ولهم علاقات جيدة بوسائل الإعلام، وأصبح الدين الإسلامي من مقررات الدراسة في المرحلة الثانوية.إن المسلمين في أي مكان يلقون الاحترام والتقدير وخاصة إذا أدرك البلد الذي يعيشون به أنهم يمثلون الدين الإسلامي الصحيح، القائم على العدل والإنصاف والتعامل الطيب والنفس الكريمة، ويحترمون مقدرات ذلك البلد ويبتعدون عن السلوكيات السيئة التي تثير ضدهم الحقد والكره، ويتعاملون بما أمرهم به دينهم، وهذا ما نلاحظه في الدول التي نزورها ونعيش فيها فترة من التعايش السلمي بين المسلمين وأهل البلد، ووجود العديد من الكفاءات المسلمة تعمل في المستشفيات والمصانع والأعمال الحرة وانتشار المطاعم الإسلامية العربية وتهافت أهل البلد عليها ووجود المساجد رغم الأصوات التي تنادي بالحذر من المسلمين وتصفهم بالإرهاب.وفي هذا المجال أقول: لابد أن يفعل المسلمون شيئاً من أجل استثمار تلك الأحداث لتغيير الصورة النمطية السلبية في العالم، عن المسلمين من خلال تفعيل الإعلام العربي الإسلامي، بتقديم البرامج والقنوات الموجهة بلغات العالم، والمناظرات التي توضح سماحة الإسلام والقيم والمثل التي يقوم عليها، بعيداً عن العنف والإرهاب الذي لم يعرفه الإسلام من قبل وألصق به ظلما وعدوانا، ويوضح للعالم أن رسالة الإسلام تختلف عن الصورة التي رسمها الغرب عنها ودعمها اللوبي الصهيوني هناك، وذلك بتوفير الدعم المادي لمثل تلك القنوات بما ينفع ديننا الحنيف.