15 سبتمبر 2025
تسجيلكل يوم أصبحنا نقوم على أخبار مؤلمة ومفاجآة وقصص تجعل الحجر ينطق وتعجز الكلمات عن التعبير من حالات الوفيات نتيجة الحوادث المرورية لشباب في عمر الزهور، وكأن الأمر أصبح طبيعيا ومعتادا في مجتمعاتنا الخليجية، حتى وصل الأمر إلى أقصى درجة من الحزن على عدد الشباب الذين تم فقدهم هذه الأيام في يوم واحد وظللت سحابة الحزن قطر بأكملها، ولا يوجد أسرة أو عائلة إلا وفقدت أحد أبنائها أو تعرض لحادث وأصبح قعيد الفراش، أو الكثير منهم في سلسلة المعاقين على كرسي متحرك وللأسف الأسى والحزن بأكمله يتحمله الوالدان، وربما تسير الحياة للجميع وتبقى حسرة وخسارة الأسرة على ما فقدوه في غمضة عين نتيجة استهتار الشباب وقلة الوعي الفكري والثقافي والاجتماعي بالسواقة وقيادة السيارة، وربما على من تثقل المسؤولية بحجمها المؤلم والخسائر البشرية التي نودعها كل يوم تلو الآخر، بدلا من استثمارهم في المجتمع نسلمهم إلى قبورهم بأيدينا، ونحن لا ندرك ذلك ابتداء من ثقافة المجتمع والأسرة في آن واحد، والذي يحث على الرفاهية المطلقة وثقافة الاستهلاك أكثر من الإنتاج ويبث في ثقافة الشباب بأنهم رجال وكبار وأول ما يصل إلى مرحله البلوغ لا بد من أن يكون لديه سيارة، وبالتالي يتم توفيرها له من خلال الوالدين دون بذل أي جهد في تجميع قيمتها المادية ويليها معنى الرجولة ومفاهيمها لدى الشباب، الآن لها مفاهيم مختلفه فى إثبات الذات وتتولد من خلال قناعات معينة يتم اقتباسها من ثقافة المجتمع وهي السرعة الزائدة والسباقات في الطرق والرحلات البرية والبحرية وغيرها في ظل غياب الدور الحقيقي في توعية الشباب الفعلية من الأسرة والتعليم والأندية الشبابية بشكل يتناسب مع ثقافة الانفتاح الحالي والمساءلة ليست ملقاة على الجهات المرورية والمختصة، ولكن مسؤولية مشتركة على الجميع، ولا بد من وقفة جماعية ابتداء من الأسرة بشكل خاص والتركيز بالتعاون مع الجهات التربوية على ترسيخ ثقافة الوعي بمعنى المسؤولية الفردية والمجتمعية ودورهم الحقيقي في الأسرة والمجتمع وخلق الأدوار الحقيقية لهم في المجتمع من خلال توظيف طاقتهم الفكرية والعقلية، بما يعود على المجتمع بأكمله وكيف يتم تحويلهم من طاقات استهلاكية إلى منتجة من خلال تفعيلهم بشكل حقيقي، ويليها لا بد من تفعيل وتكثيف الأدوار الحقيقية للأندية الشبابية بشكل يتناسب مع احتياجاتهم الشبابية، بدلا من أن نكرر الكلمات السلبية أن الشباب غير فعالين ولا يوجد إقبال على الفعاليات والأنشطة، ويليها دور وسائل الإعلام في بث رسائل إيجابية عن تعظيم دور الشباب في المجتمع واهتمام الدولة بطاقاتهم الفكرية والإبداعية ودورهم الحقيقي في تنمية المجتمع السنوات القادمة واحتياجاها إلى الأيادي العامله الوطنية، مما يرفع روح الهمة المعنوية لديهم، ومن جانب آخر نتمنى من الشباب أن يتعظوا من الأحداث المؤلمة وتكون لديهم مسؤولية فردية ومجتمعية، وأن يدركوا جيدا أن مساءلون عن الروح البشرية ويليها حرقة قلب الوالدين والأسرة، وأن نتخلص في المراحل القادمة من كل الأفكار والقناعات السلبية التي تندرج حول مفاهيم الرجولة والقيادة ونرفع أسمى عبارات التعازي إلى كل الأسر القطريه وكل من فقد عزيزا ونرجو الله في المراحل القادمة أن تخلو مجتمعاتنا من الحوادث، ونحن قادرون على ذلك بتكاتف الجميع.