16 سبتمبر 2025

تسجيل

مشاهدات من "مستشفى الوكرة"

12 يناير 2015

• خذلني هاتفي لالتقاط صورة ربما كانت ابلغ تعبير عن انسانية اطباء مستشفى الوكرة كنت جلوسا امام قسم الدخول لم تصدق عيناي ان طبيبا "يجلس" على ركبتيه للكشف على مسن كان ينتظر دوره ولم يكتف بذلك بل رجع واشرف بنفسه على بعض الاجراءات ليعود بخطى سريعة دافعا كرسي "الشيبة المريض" ربما لحجرته او لغرفة العمليات.. ولو طاوعني هاتفي لسجل اجمل لقطة انسانية، فالمريض ايا كان مرضه وعلته يحتاج للمسات الحانية التي تجعل من الدواء المر طعما للشفاء.• صحيح ان اللوحات الارشادية لم تسعفنا تماما ولكن ما ان وصلنا للغرفة المخصصة بقسم الجراحة الشمالي إلا وكانت طواقم التمريض باجهزة حساسة تقيس النبض وتسجل ادق التفاصيل بسرعة فائقة احدى لابسات الروب الابيض كانت اول الزائرات وحينما فحصت "صرة الادوية" التي حرصنا على احضارها امطرت مريضنا اسئلة وهي تتفحص عبوات الدواء ومطابقة الاسم فسألتها ما تخصصك؟ قالت صيدلة سريرية فهمت انه تخصص علمي دقيق كعلماء للجينات والطب الحيوي مهمتهم مساعدة المرضى على الشفاء بتعاطيهم الدواء بالجرعات المنضبطة وهي خريجة دراسات عليا كلية الصيدلة جامعة قطر التي حازت الاعتماد الاكاديمي الكندي قبل حوالي سنتين فعهدي بالصيدلانية التي خلف النوافذ فمبروك لجامعة قطر هذه الانجازات العلمية.• المشهد الثالث اكثر من ممرضة مع تحية الصباح ابدت "قلقها" لان مريضنا لم يرجع لسريره من غرفة العمليات حتى نهاية الدوام.. كان ذلك دليل الارتباط الانساني وترجمة واقعية "لملائكة الرحمة" الذي يطلق على طواقم التمريض فمن يمارس التطبيب بمهارة ودون ان يلغي مشاعره الحانية كبلسم يساعد على الشفاء يستحق التقدير.• المشهد الرابع الدكتور نجيب حسين كان حريصا قبل وبعد اجراء العملية على ان يشرح مسببات العلة ومسارات العلاج ود. احمد الفكي ود. الفاتح الطاهر شكلوا بعضهم بعضا وطاقم التخدير فريقا طبيا بدرجة امتياز لم يكونوا اطباء عاديين بل استطيع القول انهم عباقرة جمعوا بين العلم والمعرفة والطب والهندسة فنجحوا في اجراء جراحة حرجة وتعتبر من الحالات النادرة استدعوا لها كل خبراتهم العلمية والعملية وقدراتهم الانسانية.• عمليات ازالة المرارة والحصوة من العمليات السهلة عبر المناظير ولكن التي احدثكم عنها كانت من الجراحات الدقيقة لكبر حجمها والتصاقها بالكبد وما سببته من التهاب في محيطها استغرق انتزاعها بمهارة اكثر من ثلاث ساعات ولله الحمد والشكر تكللت بالنجاح فوجب التقدير لجهود الكوادر الطبية والتمريضية والمهنية المؤهلة وما توافر من اجهزة دقيقة متطورة تضاهي المشافي العالمية.• مستشفى الوكرة اضافة حقيقية لزميلاته رغم عمره القصير ويعتبر احدى العلامات البارزة في السجل الطبي يلبي احتياجات الكثافة السكانية ويخفف الضغط على مدينة حمد الطبية، ان قيام مستشفيات طرفية كالوكرة والخور بهندسة مبانيها وجماليات فسحاتها وما يلف محيطها من بساط اخضر ليس ذي جدوى إن لم تمتلئ اروقة هذه المشافي بالطواقم المؤهلة علميا واكاديميا وانسانيا كمكونات اساسية للتشافي في اسمى صوره مثل ما شاهدت وسمعت خلال رحلة استشفاء "حسن" شفاه الله وعافاه وكل مرضانا.همسة: الطواقم المؤهلة والمدربة تجعل هذه المشافي مفخرة لقطر والكثافة السكانية تحتم قيام اخريات لتخفيف الضغط الذي ينتقص من كامل حق المريض.. بارك الله فيكم ولكم.