11 سبتمبر 2025

تسجيل

المادة 99 والفيتو الأمريكي

11 ديسمبر 2023

في الوقت الذي أرسل فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن ليفعّل فيه للمرة الأولى المادة التاسعة والتسعين من ميثاق الأمم المتحدة نظراً لانهيار النظام الإنساني في غزة جرَّاء العمليات العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ قرابة الـ64 يوماً، وحث المجلس على المساعدة في تجنب وقوع كارثة إنسانية مناشداً إعلان وقف إنساني لإطلاق النار، قامت الولايات المتحدة الأمريكية وللمرة الثانية منذ الحرب الضارية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة باستخدام حق النقض «الفيتو» لمنع تمرير مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار. ومن المهم الإشارة هنا إلى أنَّ المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة تقول «يحق للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين»، وتعد هذه المادة واحدة من بين خمس مواد ميثاق الأمم المتحدة تحدد مهام الأمين العام، وهي أكثرها أهمية في سياق السلام والأمن الدوليين، فمطلب الأمين العام للأمم المتحدة ومخاطبة مجلس الأمن قبل انعقاده بيوم لحث المجلس على وقف إطلاق النار لم تُلقِ له الولايات المتحدة الأمريكية بالاً، بل مارست ما سُمي حقٌ لها –ولا نعلم لماذا- في منع تمرير مشروع القرار بوقف إطلاق النار الأمر الذي يشير إلى أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية التي تصدر قوانين حقوق الإنسان وحقوق الحيوان وحقوق النباتات أيضاً! لا تمارس عنجهيتها في اتخاذ القرارات بل تؤكد للعالم أنها فوق القانون وفوق الدور المنوط به مجلس الأمن الذي اتضح خلال هذه الحرب أنَّ هذه المنظمات ليست سوى دمى خشبية تحركها يد السياسة الأمريكية، ومن نافلة القول الإشارة إلى تصريح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الجمعة الماضية قائلا نصاً « لايوجد دولة تخفف معاناة غزة بقدر أمريكا.»، مؤكداً جهود الولايات المتحدة الأمريكية في إدخال مزيد من الشاحنات الإغاثية إلى غزة ! وهنا أقف إلى جانب كل من فتح فاه مستعجباً هذه التصريحات، التي أعتقد ما هي إلا سوى الاستخفاف بعقولنا، ومواصلة مسلسل غسيل الدماغ الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب إسرائيل على الفئة التي اختارت أن تكون مغفلة في هذا العالم. وبالعودة إلى ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية، بأنَّ ما تقوم به من أفعال وتصدره للعالم من أقوال لربما بات معلوماً للسواد الأعظم من الواعين والمتابعين لما تقوم به، فجهودها في مزيد من حمامات الدم جليا في المنطقة، فهي أيضا من شنت حرباً ضروسا على العراق غير آبهة بمواثيق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن مانحة نفسها بأن تقوم بدور القاضي والجلاد، محركها في ذلك مصالحها ومصالح ربيبتها إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، وبهذا نحن أمام قوة ترى نفسها قادرة بضغطة زر أن تشعل فتيل حرب وأن توقفها، وهذه معضلة يراها المراقبون والمحللون السياسيون بأنها لا تمس قطاع غزة أو مصالح العرب بل إنها معضلة تمس العالم، فبقدر المأساة الحاصلة في قطاع غزة يجب أن ينزح العالم نحو الوعي الكافي لقلب موازين الولايات المتحدة الأمريكية التي يتم التعامل معها بأنها مؤلهة وقراراتها غير قابلة للنقاش، فالجميع مطالب باتخاذ موقف مع إرادة قوية لمواجهة القرارات التي تتعارض ومصلحة دول المنطقة. ختــامـاً ما هو الدور الذي قامت به اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية والإسلامية التي عقدت في الرياض!؟، هل استطاعت تنفيذ أدنى القرارات من ضمنها إدخال المساعدات المكدسة وراء معبر رفح إلى قطاع غزة رغم أنف الحكومة الإسرائيلية؟، للأسف وبعد مضي شهر على انعقاد القمة قد تصل لكن بعد أن يواروا الثرى شهداءً.