20 سبتمبر 2025
تسجيلالمشروع الوطني الجامع هو هدف كل دولة تريد أن تحفظ أمنها واستقلالها ونظامها من كل متربص وباغ، وبما أننا نحتفل هذه الايام بيوم الدولة الوطني أود ان أضع بعض النقاط الهامة التي أرجو الانتباه إليها في سبيل تحقيق مشروع وطني حقيقي وفاء لذكرى المؤسس طيب الله ثراه. أولا: حسناً فعلنا حينما ابتعدنا عن العقلية المركزية التي تنطلق من شعور بالتفوق والخيرية والصواب المطلق، وبالتالي يصاحبها شعور باحتقار المخالف أو المختلف. ثانيا: أرجو كذلك الابتعاد عن الذاكرة الانتقائية وهي انتقاء وقائع واحداث وشخصيات من التاريخ وطمس وقائع وأحداث وشخصيات أخرى، الذاكرة الانتقائية خطر على الوطن، لأنها تعمل في المقابل على افتعال ضدها فيقع الخلاف والصراع وتؤجج بالتالي الاحقاد وتشتعل الكراهيات. ثالثا: الابتعاد عن المساس بالتراتيبية التاريخية والاجتماعية التي نشأ عليها المجتمع، وتركها تتحرك بتلقائية وعدم القفز على التاريخ مع احتضان الجميع، فالوطن قابل للتجدد باستمرار لكن التاريخ ليس قابلا للإعادة والكتابة من جديد. رابعا: اعتماد الثقة والابتعاد عن قياس المماثلة أي قياس الحاضر دائما على الماضي، ولا قياس للماضي انطلاقا من الرغبة في بناء حاضر رغائبي مختلف بحيث لا يصبح كل جديد مشكوكا فيه ولا كل قديم معصوما وليس كل صاحب وجهة نظر خائنا ولا كل مصفق صادقا. خامسا: عدم استثمار المستقبل واستدراجه قبل أوانه، بمعنى أن نصل إليه قبل أن نبني الحاضر، أشعر بأننا نقفز قفزا الى المستقبل قبل أن نمر بمنعطفات الحاضر ونصلحها ونمهدها خوفا من الوقوع في حفرها وتعثر المستقبل عند المجيء حينما يحين حضوره. هذه بعض النقاط الفكرية التي أحببت أن أضعها أمامكم في احتفالنا هذا العام بيومنا الوطني حفظ الله قطر وقيادتها من كل شر ومكروه.