19 أكتوبر 2025
تسجيلكما كان متوقعاً لم تخرج القمة التاسعة والثلاثون لمنظمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض بأي مخرجات أو نتائج تُذكر سوى التقاط الصور وتبادل الأحاديث الجانبية وبيان ختامي لا يخلو من الشعارات والدعوات متجاهلة أهم قضاياها التي مرت عليها منذ إنشائها بعد احتلال الكويت وهي قضية حصار قطر وما واكبها من انقسام بين دولها كمؤيد ومشارك في الحصار ومعارض لكافة الإجراءات التي تمت دون الرجوع والامتثال لمبادئ ومواثيق المنظومة الخليجية، ولأن هذه الدورة لم تختلف كثيراً عن سابقتها التي أقيمت العام الماضي في الكويت وكان يُعول عليها كثيراً لإنهاء الأزمة التي اندلعت قبل إقامتها بأشهر قليلة عدا حضور أمير الدولة التي حاصرتها 3 دول أعضاء في المنظومة وفي غياب لافت للنظر لقادة كانوا قد أكّدوا حضورهم لأمير الكويت التي استضافت دولته القمة الـ 38 في ظروف عصيبة هددت استمرار المجلس على إثر حصار قطر الجائر وفي ظل التحالفات الأحادية الخارجة عن مبادئ وأسس المجلس والتي تقودها السعودية وحليفتها الإمارات. ولعل أبرز ما حدث في قمة الرياض هي كلمة العقل والحكمة التي أدلى بها الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة والتي أكد فيها أن أخطر التحديات التي تواجهها دول الخليج هي الخلافات التي دبّت في كيانها وعرّضت مصالح أبنائها للضياع، وبدأ العالم بالنظر إلينا على أننا كيان بدأ يعاني الاهتزاز، وأن مصالحه لم تعد تحظى بالضمانات التي كنا نوفرها له في وحدة الموقف والتماسك. ودعا الشيخ صباح في كلمته إلى تدارك الخلاف الخليجي ووضع حد للتدهور الذي نشهده في الموقف، وتجنب المصير المجهول لمستقبل العمل الخليجي عبر وقف الحملات الإعلامية التي بلغت حدوداً مسّت قيمنا ومبادئنا وزرعت بذور الشقاق في صفوف أبنائنا. كلمات سموه لامست شغاف القلوب واستصرخت العقول الراشدة النيّرة وحملت في طياتها الحكمة والعقلانية والتغاضي عن صغائر الأمور والالتفات للغة العقل والمنطق للسير بسفينتنا نحو مرافئ النجاة، ورغم أن لغة خطاب سموه لم تهدأ يوماً ولم تفتر في سبيل حل هذه القضية من خلال جولاته المكوكية بين عواصم الدول الخليجية أو حتى في زيارته لأمريكا كوسيط لحل هذه الأزمة إلا أنه من دواعي الأسف أن نرى تجاهلاً مقيتاً وصداً عن كل دعوات سموه التي بذل من أجلها كل السبل لدى حكام دول الحصار غير آبهين بمكانته وعمره وحكمته وعدم يأسه طوال الـ 18 شهراً في سبيل إيجاد حل لهذه القضية التي فرّقت الشعوب الخليجية وزرعت بينهم بذور الشحناء والبغضاء!. ◄ فاصلة أخيرة الجبير يقول ان على قطر أن تنفذ قائمة الطلبات التي فرضتها عليها دول الحصار لتكون عضواً فعالاً في مجلس التعاون!! وكمواطن قطري أقول له: منذ أن حاصرتنا دولكم ونحن في خير وعزة والخيرات تفيض علينا من كل صوب وحدب وميزانيتنا هذا العام بلغت أوجها وفوائض مالية تبشر بالعيش الرغيد، أبعد كل ما حدث وما نعيشه في جنّتنا تُريدنا أن نعود لمجلسكم الخائب؟!. «وإن عدنا فنعود من أجل عيون بوناصر الله يحفظه ويطول بعمره» . [email protected]