13 سبتمبر 2025
تسجيلكما توقعنا ، كانت قمة باهتة قيل فيها ما لم يُفعل ، قمة لم يتميز فيها سوى حضور سمو أمير الكويت والدنا جميعاً الأمير صباح حفظه الله، وكلمته التي لامست قلوب الأحرار من شعوب الخليج وهي الشعوب غير المستعبدة والمرتزقة والذباب الذين يضايقهم أن تُحل هذه الأزمة ويعود الخليج إلى صفوه، وإن كنا جميعاً في قطر نستبعد تماماً أن تعود القلوب إلى ما كانت عليه باعتبار أن بعض هذه القلوب كانت تمثل الأخوة ولا تعنيها في الحقيقة ، بالإضافة إلى السياسة الممنهجة التي تعاملت حكومات هذه الدول بها ضد شعب قطر وقيادته وما كانت تخطط له للأسف مما يصعب علينا أن ننسى، بل كيف يُنسى الأسى ؟!. في القمة الخليجية التاسعة والثلاثين مشى أمير الكويت متثاقلاً حفظه الله قبيل انعقاد القمة يسير الهوينة نحو علم قطر يتفقده ويلمسه، قبل أن يلتفت لرئيس الوفد القطري سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية وهو يهم بتقبيل رأسه تقديراً له ومحبة على مواقفه الأبوية الحكيمة في هذه الأزمة وتعاطفه الواضح مع قطر وموقفها ضد هذا الحصار الجائر الذي تجاهله عاهل المملكة في كلمته الافتتاحية والتي شدد فيها على حرص بلاده على وحدة الكيان الخليجي الواحد، متناسياً أن بلاده هي واحدة من أهم دول ثلاث قادت هذا الحصار، وكانت السبب الرئيسي في تفكك هذا الكيان وانحلال حبات عقده التي كانت متراصة ومعقودة بإحكام، أو كنا نظنها كذلك !، فجاءت كلمته عامة تناولت الشأن السوري والفلسطيني بأسلوب إنشائي تقليدي لا يقصد منه سوى سد فراغ سياسي وبصمة تسجل في هذه القمة الهشة !، ولم ينس عاهل المملكة الذي تقود بلاده أعظم حرب على اليمنيين أن يشيد بتحالفه الذي يواجه اليوم تهمة كبيرة كونه المسبب الرئيس في تحويل اليمن إلى أكبر أزمة إنسانية يشهدها العصر الحديث بتجويعه لأكثر من 14 مليون مواطن يمني وتحويل اليمن الخضراء إلى بلد فقير مقفر بفضل هذه الحرب المستمرة منذ أربع سنوات لم تعد فيها الشرعية كما أعلن التحالف قبيل شن هجماته واستهدافه لآلاف اليمنيين المدنيين ووقوع مجازر ينكرها التحالف في بداية الأمر ثم يعود ليعترف معتذراً !، كلمة لا تهش ولا تنش في العرف الخليجي ولم يستطع بتجاهله ذكر الأزمة الخليجية أن يجبر أمير الكويت على تجاهلها أيضاً، ولعل شهادة رئيس وفد عمان في كلمة سمو أمير الكويت هو من عزز مفهوم أن الخلاف الخليجي هو ما كان يجب أن يتصدر جدول أعمال القمة قبل أي شيء، فالبيان الختامي الذي تلاه الميت الحي عبداللطيف الزياني وصفق له الحضور لم يتطرق لا من بعيد ولا من قريب لأهم قضية تعطل مسيرة مجلس التعاون وحلم من صاغه باتفاقيات عسكرية واقتصادية مشتركة وكأن الأمور تسير على أفضل وجه فيه !، فأي مواطن خليجي عاقل يمكنه أن يصدق كل هذه التناقضات التي حفلت بها هذه القمة الخالية من روح الأخوة التي كنا نظن أن المجلس قد قام عليها منذ تأسيسه ؟!، وأي حاضر يمكنه أن يتهيأ للمستقبل الذي رسمه مهندسو هذه القمة والمنطقة تغلي من النزاعات والمؤامرات التي لم تنته ضد قطر وأميرها وشعبها ؟!، هل تصورتم أن الأمور ستعود إلى ما قبل 24 مايو 2017 وهو التاريخ الذي تمت فيه فبركة تصريحات سمو الأمير وقرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية وإصرار إعلام دول الحصار على إشاعة هذه التصريحات الكاذبة رغم البيان الرسمي لوزارة الخارجية القطرية في نفي هذه التصريحات جملة وتفصيلاً آنذاك ؟!، اسمحوا لي ولكن مجنون من كان يعتقد أن قطر ستستمر في تلهفها لحل هذه الأزمة التي يصر أصحابها على موقفهم أمام دعوة الدوحة للحوار دون شروط تمس سيادتها كالتي لايزال عادل الجبير يذكر العالم بها رغم رفض قطر لها قبل انتهاء مهلة العشرة أيام التي منحتها دول الحصار للرد عليها، مجنون من يحلم بأن قطر ستعود للوراء بينما في الواقع أن قطر في هذا الحصار تجاوزتهم بآلاف الأميال والكيلومترات والخطوات بينما ظلوا يعيدون مطالبهم وكأن مهلة العشرة أيام يتم احتسابها بحسب التقويم الخاص بكوكب المريخ حيث يقال إن اليوم هناك بسنة !، وعليه بقي لنا تسع سنوات مريخية للرد !، هه !. فاصلة أخيرة: نحن بألف خير بدونهم.. كلمة تزن حروفها ذهباً ذهبا !. [email protected]