17 سبتمبر 2025
تسجيلمهد النبوات ومحضن الرسالات، مرتقى الإسراء ومبتدى المعراج، وملتقى الأنبياء، قبلة المسلمين الأولى، والأرض المباركة، موطن الجهاد والرباط في سبيل الله، مقصد شد الرحال ومحضن أعظم اجتماع عرفه التاريخ، ضم أنبياء ورسل الله عليهم السلام، بقيادة إمامهم رسولنا المصطفى عليه أزكى صلوات الله وتسليماته، بقرار إلهي سماوي، يؤكد أن نبي الحق وسيد الخلق محمد عليه السلام، وأمته من بعده هم قادة الأمم، وينفي أي ادعاء بحق اليهود في الأقصى وبلاد الشام . مكانة المسجد الأقصى وقدسيته أكبر من حروف وكلمات نكتبها أو نقرؤها، فإن مسجدنا الأقصى المبارك وقدسنا الشريف، عقيدة ومصير، ونحن مسؤولون عن توثيق علاقتنا بهما والاعتناء بهما، بنص الحديث الشريف: "ائتوه وصلوا فيه، فإن لم تأتوه وتصلوا فيه، فابعثوا بزيت يسرج في قناديله"، والمسجد الأقصى يتقاسم مزية شد الرحال إليه وأفضلية الصلاة فيه أسوة بالحرمين الشريفين في أرض الحجاز . ويجب التنبيه والتذكير بأن المسجد الأقصى وقف إسلامي بكامل ساحاته ومصاطبه وقبابه وأسواره وحجارته، والأرض التي شيد عليها وما تحتها، بقرار سماوي مقدس، وليس بإعلان بشري مدنس. ولن يزعزع عقيدتنا الراسخة وارتباطنا الوثيق بالأقصى والقدس أي إجراء أو اجتراء باطل . ونحن مسؤولون عقديا ودينيا عن حماية الأقصى وتطهيره من رجس الصهاينة، والذود عن حدوده وصيانة معالمه، وهذه فريضة مقدسة تشمل المسجد الأقصى وبيت المقدس "مدينة القدس"، بل كافة أنحاء فلسطين الحبيبة. ومن تقاعس أو تنازل فعليه العار و الشنار . كفانا ما نحن فيه من خذلان وانكباب على الشهوات والملذات ونحن نسمع ونرى ما يتعرض له مسجدنا الأقصى من حفريات خطيرة ترمي لدك أركانه وإقامة هيكلهم المزعوم المكذوب على أنقاضه، وبأي وجه نقابل به جيل الشباب والناشئة اليوم ونحن على هذا الوضع المزري تجاه الأقصى وفلسطين. ولنتذكر حادثة مؤلمة طوت حقبة تاريخية عظيمة للمسلمين في الأندلس، عندما خرج آخر ملوكهم من قصره باتجاه المغرب، بعد سقوط غرناطة فوقف على ربوة تطل على قصوره الحمراء ينعى مجده الضائع ويبكي بحرقة، فنظرت إليه أمه عائشة "الحرة" وقالت جملتها الموجعة: "ابك كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال" . قد تكون الجموع المنددة والمسيرات الحاشدة والخطب العصماء، تعبيرا عصريا عن حب الأقصى والدفاع عنه، لكن المطلوب أكبر وأكثر، فأين الدول التي تدعي أنها دول إقليمية مؤثرة من استخدام أوراق الضغط لإيقاف أي إجراء ينتقص من حق أصحاب الأرض بل المسلمين جميعا في الأقصى وبيت المقدس، وأين تلك التحالفات السياسية والعسكرية التي غابت عن الأقصى وفلسطين، وحضرت بقوة تؤيد أنظمة المستبدين، وتهدد أمن الإخوة المجاورين، ولماذا توقف تعاونها الدبلوماسي مع الأشقاء، وتهرول لخطب ود المعتدين الغرباء، فأسرعت ومهدت لهم الطريق لتكريس معتقد الصهاينة اليهود عن الأقصى وبيت المقدس رغم علمهم ببطلانه وفريته. ثم أليس ما قام به رئيس أمريكا المتعجرف من تعد سافر يستحق قطع كافة أشكال التعاون مع أمريكا والصهاينة ؟! . وليشهد التاريخ لمن ناصروا شعبنا العربي المسلم في فلسطين، وعلى من طعنوه في الظهر وتآمروا عليه، وليسقط العملاء الخونة وليحيا الشرفاء الأحرار . * ينصح كاتب هذه السطور بتدريس كتاب "القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى" للدكتور سفر الحوالي، عجل الله فرجه، لطلبة المرحلة الثانوية .