18 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر خضراء دائماً!

11 ديسمبر 2011

تسعى الدولة لأن تكون قطر خضراء مورقة تسعد النظر، وتسر الخاطر برؤية اللون الأخضر يكسو كل ركن فيها بعيداً عن منظر الرمال والحجارة المتراكمة التي تبعث في النفس الضيق وتشعرها بالتصحر. ولا شك أن سعي الدولة قد تم تنفيذه من خلال زراعة المنطقة التي تطل على الكورنيش بالنجيل الأخضر الذي تنبعث رائحته كل صباح والمياه تسقيه، فعلا انه لمنظر رائع، ومن منا لا تسعده هذه المناظر الخلابة التي تعمل على إزاحة كل ألوان اليأس والقنوط وتحل محلها ألوان التفاؤل والنظرة المستقبلية الواعدة، ولا شك أن الجميع يرغب ويحبذ أن يكون بين هذا اللون، وهذا ليس بجديد علينا فمنذ أيام الأجداد والآباء وهم في سعي لأن يكون لديهم الزرع واللون الأخضر، ولم يكن أي بيت في الدوحة وغيرها في الماضي يخلو من شجرة السدر، والباباي، واشجار المشموم التي تعبق الجو برائحة رائعة بل كان البعض يقوم بزراعة بعض الخضراوات في جزء من البيت، ومازلت أتذكر تلك النبتة الصغيرة التي ظهرت بجانب "زير" الماء التي رعتها جدتي واكتشفت انها نبتة الطماطم التي كانت ترويها دائما لتحصل منها على هذه الثمرة. إضافة إلى شجرة الليمون الأخضر التي مازال الكثير من أهل قطر يحرصون على أن تكون في بيوتهم. ورغم قسوة الطقس عندنا، وندرة المياه إلا أن الناس كانت تهتم بالزراعة داخل البيوت وتزرع ما يمكن ان يتحمل هذه القسوة والندرة. وتلك الرغبة لدى أهل قطر في اللون الأخضر مستمرة، ومن هنا نجد أن أغلب الناس تبدأ بزراعة حدائق بيتها حتى قبل أن ينتهي البناء فيه، وتغرس أشجار النخيل والزهور وغيرها من أجل وجود حديقة غناء في المنزل، بل ان البعض يحاول ان يزين مقدمة منزله ببعض الاشجار التي يغرسها امامه، ويرغب أن تتاح له الفرصة بأن يستغل المنطقة الأمامية للمنزل في الزراعة، وبسط اللون الأخضر عليها، وللاسف قد ترفض الجهات المختصة ذلك وتطالب البعض بإزالة ما أقاموه من زراعة بحجة أنه لم يحصل على ترخيص من البلدية في ذلك، ونستغرب من هذا الكلام حيث إن الهدف من تلك الزراعة إضفاء روح الجمال والإشراق على مقدمة البيوت، وتطبيق سياسة الدولة بأن تكون قطر خضراء مورقة تنعش البال، وتعمل على إضفاء البهجة والسرور في النفس. فالدول الغربية والشرقية تحاول أن تزين بيوتها بالنباتات الخضراء، وتبسط اللون الأخضر أمامها، بل تخصص مساحة كافية لذلك وتتيح فرصة للأطفال للتمتع واللعب بين هذا اللون فترى المنازل المتراصة والمنسقة في صورة رائعة يغلفها اللون الاخضر بدل ما تغطيها الحجارة والطابوق وكميات الرمال ومخلفات الشوارع. ونأسف أن نرى بعض الشوارع لدينا لم تمتد إليها يد التجميل وبقيت تشوهها الرمال وبقايا البناء والحجارة المتناثرة رغم أن بعضها يعتبر رئيسيا ومهما، ولكن غرق في الإهمال واللامبالاة من المسؤولين الذين قد لا يرون إلا الشوارع التي يمرون بها، ويتناسون أن هناك شوارع فيها مواطنون يعيشون ويتنفسون، ويريدون أن تكتحل عيونهم باللون الأخضر كل يوم. فروعة الدول الأوروبية وأمريكا والدول الآسيوية بوجود اللون الأخضر ينتشر في كل ربوعها، وهذا يعود إلى مناخها وتضاريسها ولكن هذا لا يعني اننا نظل متصورين اننا بلد صحراوي لا يمكن التحايل على الطبيعة فيه وغرس ذلك اللون في كل مكان، بل ان في استطاعة كل فرد أن يحاول ويقوم بالزراعة وخاصة والحمد لله اننا في دولة وفرت الماء والكهرباء وهما الشريانان الأساسيان للحياة مجانا، ويمكننا أن نسقي أرضنا بالماء لتكتسي باللون الأخضر وحبذا لو أتيحت الفرصة لكل مواطن ومقيم أن يزرع المساحة الأمامية لمنزله ويرعاها بحيث يتم تكريم أجمل واجهة أمامية مزروعة وتقديم جائزة تشجيعية في هذا الأمر، كما هو الحال بالنسبة لمسابقة أجمل حديقة منزلية التي تقوم بها وزارة الشؤون البلدية والتخطيط العمراني، بحيث يتسابق ويتنافس الجميع للفوز بها، وتظل قطر خضراء في كل وقت.