10 سبتمبر 2025
تسجيلأكتب لكم اليوم وأنا متأكدة لأول مرة أنكم على علم بما سوف أكتبه رغم أنني أشرع في كتابة مقالي الآن بفارق يوم عن نشره لأن ما يحدث الآن في (غزة العزة) يمكن أن يجعل الحجر ينطق من قسوة ما نراه أمام مرأى العالم الأصم والأخرس والذي يوم نطق تحدث فأدان الفلسطينيين واستنكر عملية طوفان الأقصى التي تندرج تحت ستار المقاومة المشروعة لأي معتد على الأرض والعرض فكيف بمن قتل وسلب ونهب ودمر وجرح واعتقل واستوطن واغتصب وأنشأ كيانه فوق ركام مئات الآلاف من الجماجم والمجازر والدموع والدماء والسجون والاعتقالات؟!. أكتب والقهر يقتلني من عجز مفروض عليَّ كما هو الحال لملايين من الشعوب العربية التي لا تملك سوى أن ترى حكوماتها يندد منها ما فعلته المقاومة الفلسطينية من ردود فعل تجاه عمليات إسرائيل الدموية وفي المقابل وأمام الخراب وآلة القتل الإسرائيلية بحق مئات الشهداء من الفلسطينيين من الشباب والنساء والأطفال والرضع نجد إنسانيتهم قد توقفت هنا وتبلدت المشاعر وخرست الألسنة وما كان هناك من تنديد فقد صمت الآن صمت القبور بينما ظل الآخرون يتأرجحون بين إدانة إسرائيل في عملياتها التي تستهدف الأبرياء في القطاع والصمت على ما يجري من مجازر واضحة لها في حق شعب يحمل الرجل فيه أبناءه الرُّضَّع وهم قتلى ويهتف كلنا فداء المقاومة وغزة وفلسطين فهل هناك مثل هذا الشعب؟! فإن كانت مشاهد قتل الأطفال لم تهز حكام العرب فليستريحوا فلا يمكن لأي شيء بعدها أن تهز كراسيهم التي إن تحركت فإنها يمكن أن تدور بهم لحظة انعقاد القمة العربية (الطارئة) وضعوا أسفل كلمة الطارئة مائة خط أحمر ليخرجوا بيانا هزيلا ينددون فيه صوريا بالممارسات الإسرائيلية وعدم استهداف المدنيين من أي جهة كانت فأي قمة وأي طارئة هذه التي سوف تعقد بعد أيام طويلة من العدوان الإسرائيلي الجارف والدموي على قطاع غزة فالعرب لم يستطيعوا أن ينهوا حصار غزة الممتد منذ عام 2007 فكيف بهم أن يوقفوا حربا ضروسا هي الأشد منذ عام 1973 دمرت غزة بكل ما فيها من حي يرزق عليها؟! أي قمة هذه التي سوف يلتقي فيها من طبّع مع إسرائيل وأدان المقاومة الفلسطينية بمن يرفض التطبيع حتى تنفذ المواثيق الدولية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وبوجود من يرفض التطبيع تماما سواء قبلت إسرائيل حل الدولتين أم لم تقبل فلا وجود لهذا الكيان في عرفها الداخلي والسياسي والشعبي والديني والعربي فكيف يمكن أن تلتقي كل هذه الأضداد في قمة وتخرج بيانا موحدا ثم يقال اتفق العرب؟! هل تروننا أغبياء لنصدق ترهاتكم؟! فوالله لو لا تجتمعوا فسوف يكون هذا أشرف لكم وأكثر مصداقية لكم وأن تكتفي كل دولة بمواقفها المعلنة التي ظهرت لنا وكفى الله العرب شر النفاق في هذه القمة التي تستهزئ إسرائيل منها قبل العالم ولن يعنيها ما تخرجون منها ببيانات هزيلة مطبوعة من مئات البيانات السابقة التي تطبعون منها نسخا توزع على الكراسي ثم تُتلى وتُختتم القمة الصورية التي لا روح فيها ولا لون ولو صلى أبوالغيط صلاة استخارة قبل أن يعقدها أفضل له من عقد مسرحية لا ترقى لمقام الأحداث الدموية التي ينزف فيها شعب غزة الصامد أمام مرأى العرب الذين أدان منهم مقاومتهم التي استهدفت حسب قولهم المدنيين الإسرائيليين ونسوا أن يدينوا اليوم استهداف إسرائيل المتعمد للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء وقتلهم وحرقهم وسحلهم وتدمير المساكن الإسمنتية على رؤوسهم الصغيرة دون رحمة فأين تنديدكم يا هؤلاء؟! أين تطبيعكم الذي قلتم إنه كان لصالح القضية الفلسطينية ودعم إقامة الدولة الفلسطينية وفي دعم شعب فلسطين؟! شاهت وجوهكم وقبحت وإني والله خصيمتكم يوم القيامة وإني والله لا أسامح مثلي مثل الملايين غيري فإن استهنتم في الدنيا فإنها يوم الحشر عظيمة لن تتحمل الجبال حملها.