16 سبتمبر 2025
تسجيللو كانت الكلمات قادرة على إنتاج الطاقة الكهربائية لما انطفأ وهج بيروت، فتصريحات الساسة الأبطال تغزو الشاشات، وما انفكّت صورتهم تُضيء حياة محبيهم ومناصريهم ومتابعيهم رغم ظلمة غرف المرضى في المستشفيات، وسواد الفصول الدراسية في الشتاء. بين باخرة مازوت حطّت، وسفينة محملة بالترددات رحلت، تتعالى الصيحات الجاهلية قائلةً: بالروح بالدم بـ"العتمة" نفديك يا زعيم. الأزمة في لبنان أخلاقية داخلية بامتياز، المحكومون والحاكمون لم يتفقوا يوماً على احترام الحدّ الأدنى من الحقوق الإنسانية المشتركة، رغم ذلك أصبحنا بلدًا مُصدّرًا لـ "الكرامة". كرامةٌ مُستمدة من قوى روحية تمنحنا طاقة لمقاومة العدّو الإسرائيلي فقط دونًا عن غيره من الأعداء. فالجهل ليس عدّوًا؛ الطائفية؛ السرقة؛ الفساد في القضاء والسياسة والاقتصاد؛ نهب أموال المودعين والتقاعد؛ تجارة الحبوب المخدرة؛ الربا؛ تهجير الشباب، وتدمير النفس والحضارات.. لا تصبّ في خانة العداوة. الآفات الأخلاقية وأزمة الهوية ليست قضايا داخلية، بل خارجية. نعم، خارجية، هذا ما أكدّه لنا -نحن الداخليين- وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قائلًا: الأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان تأتي بفعل أطراف خارجية"، مشددًا على أن: "طهران لن تتخلى عن محور المقاومة". نحتاج إلى مراجعة بحوث جورج سيمون أوم، الذي اكتشف عام 1827 العلاقة بين التيار والجهد والمقاومة، لنعرف من يحمل الموصل الأومي الذي يقاوم بشراسة مرور التيار الكهربائي، والقوة المؤثرة من الأطراف الخارجية في السلك الكهربائي، لأنه يبدو أننا خارج قوانين الفيزياء والطبيعة. الأطراف الخارجية نفسها لن تهدأ في أفغانستان، والتي تشهد عمليات تفجير المساجد، فشعوب المنطقة غالبًا ما تولي بناء المساجد أهمية أكثر من بناء العقول التي تُصلّي في هذه المساجد. في ظلّ الهجمات المتبادلة بين التنظيمات المتشددة من "داعش خرسان" وداعش عطشان، تتعهد طالبان بفتح صفحات جديدة، استعدّوا لكميات هائلة من الورق المحلي والمستورد. الأوراق الانتخابية تساقطت في صناديق الاقتراع بالعراق، حيث شهدت البلاد أول انتخابات برلمانية مبكرة منذ العام 2003، بمشاركة أكثر من 1200 مراقب دولي يُشرفون على نزاهتها.. ويقولون متى هذا الوعد الذي يرصدنا الغرب للتعلّم من تجاربنا لا لمعاقبتنا سيحين، نقول العلم عند الله، لكن المهم أن نهتف لشعارات الزعيم الذي يحثنا على الانتخاب "اعزم وتوكل ولا تتردد". بريطانيا عازمة على عقد اتفاقيات تجارية جديدة مع دول مجلس التعاون الخليجي، بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وما يُعقد مع المملكة لا يُعقد مع غيرها، إذ تتطلع الإمبراطورية القديمة لاتفاق حديث وشامل يزيل الحواجز التجارية أمام سوق ضخمة للأغذية والمشروبات، والتجارة الرقمية والطاقة المتجددة، والأسلحة. لم يذهب تعليمنا في الصغر سُدى حيث كتاب القراءة تنبّأ لنا بمستقبلنا حين ردّدنا "هيا بنا نذهب إلى إنجلترا". من إنجلترا إلى القاهرة، حيث تعمل وزارة الأوقاف المصرية على مشروع "الأذان الموحد" الذي يعتمد على الصوت الموحد لمؤذن واحد حسب التوقيت المحلي لكل محافظة على حدة، ويكون ذلك عبر إشارة البث المشترك بالمساجد. حبّذا لو يُصبح صوت المؤذن محط اهتمام الجهات العليا في العديد من الدول العربية، لأن الصوت النقي والعذب يُخاطب الوجدان. فرقٌ بين أن تهرع للصلاة وفي قلبك صوت يُسبح الله؛ وأن تستغفر الله لصوت مُنفّر في الأداء يسبب صداعا أو توترا. علماء صينيون اكتشفوا العلاقة المحتملة بين الصداع النصفي وخطر الإصابة بالخرف والزهايمر. عزيزتي بكّين، ما لم يُثبت الوطواط تورطه بكوفيد-19، فإنّ الصداع النصفي الشهري بريء من الزهايمر ولو أثبتم العكس. الزهايمر سيكون أخفّ وطأة على العالم، مقارنة بارتفاع عدد حالات الانتحار حول العالم لتصل إلى 800 ألف شخص سنويًا، بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، واكتئاب 5% من البالغين في العالم، وعبء الأمراض النفسية غير المميتة التي وصلت نسبتها إلى 30%، وخسارة الاقتصاد العالمي 1 تريليون دولار أمريكي سنوياً من حيث الإنتاجية نتيجة الاكتئاب والقلق. حفظنا الله وإياكم، وصرف عنّا وعنكم، مُسببات الاكتئاب والقلق وأبرزها: الأطراف الخارجية. ابتسم فالحياة حلوة، وصحتك النفسية هي طاقتك الداخلية.