13 سبتمبر 2025

تسجيل

أشعـر بـالخـزي أكثـر منكـم !

11 أكتوبر 2021

لربما لا يجب أن أعجب إن استكان العرب وصمتوا أمام التجاوزات الإسرائيلية المستمرة إزاء المسجد الأقصى وآخرها وطبعا لن تكون الأخيرة السماح للمتشددين اليهود من الصلاة أمام ما يزعمون وجوده وهو (هيكل سليمان) في باحة المسجد الأقصى وبما يسمى في العرف اليهودي بالصلاة الصامتة التي اُعيد السماح لأصحابها بتأديتها من جديد بقرار المحكمة الدينية الإسرائيلية التي تواجه اليوم حرب قضاة مستعرة بين موافق لها ومشرع وبين رافض لها وممتنع، بدعوى أن هذا القرار يمكن أن يضر بالأمن العام للمستوطنين الإسرائيليين الذين يمكن أن يلقوا هجوما مفاجئا من الفلسطينيين الذين يتواجدون بكثرة في باحة المسجد وبالقرب منه للصلاة فيه، ولن أعجب أيضا إن عمدت الحكومات العربية إلى (تطنيش) هذا التجاوز الديني الخطير على أحد مقدسات المسلمين باعتبار أنه يكفي أن يخرج بيان شجب واستنكار مختوما بالدعوة لبدء مفاوضات السلام المتوقفة منذ سنين والجلوس على طاولة حوار ثنائية برعاية الوسيط الأميركي الذي يراه العرب محايدا ونراه نحن الشعوب منحازا لجانب إسرائيل. فإلى متى سوف نظل نمارس دور الاستنكار الهامشي من على مقاعد المشاهدين، ولا يمكن لنا كأمة من 22 دولة عربية مسلمة أن تمارس دورها الوحدوي في نصرة قضية فلسطين التي توارثها الأجيال من الأجداد وحتى أحفاد الأحفاد ولا تقدم لها سوى في توسع رقعة الاحتلال واتساع مساحة الاستيطان التي تكون على حساب بيوت وحقول ومزارع الفلسطينيين السكان الأصليين لدولة فلسطين التي لا تلقى الآن اعترافا كاملا بها وبحدودها التي شرعها لها مجلس "الأمر" بحدود عام 1967 وبعاصمة رسمية هي القدس الشرقية. ولكن من عليه أن يقفز من كرسي المشاهد الصامت إلى خشبة مسرح الأحداث الرئيسية، ويمكن أن يلعب دور البطولة الناطق والذي يمكن أن يسجل موقفا عربيا مميزا يعيد للعروبة هيبتها التي سقطت مع أول بيان شجب عربي لم يهز سوى مقاعد الحكومات التي ظنت أنها بهذا يمكن أن تضيق على الإسرائيليين وتجبرهم على العودة إلى مباحثات السلام، والالتزام بالقوانين الدولية واستخدام لغة الإنسانية في سياستها مع الشعب الفلسطيني، وما عدا ذلك، فإسرائيل نفسها لا تلقي بالاً للعرب، وكلما اجتمعت الجامعة العربية سواء على المستوى الوزاري الرسمي أو على مستوى القيادات العربية، فلا يمكن أن يعجز المراقبون على ملاحظة لا مبالاة تل أبيب من هذا الاجتماع، بينما تحرص واشنطن على الإشادة ببعض قرارات القمم العربية الخاصة بوجوب السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ونبذ الإرهاب الذي بات للأسف يتضمن هذه البيانات ويخص الجانبين معا، وليس إسرائيل وحدها كما كان منها سابقا وفي الماضي البعيد. اليوم دعوني أسأل أحد الأطفال من حولي ويمكنكم أن تسألوا أيضا من حولكم من هذه المخلوقات البريئة ماذا تعني كلمة إسرائيل؟! سوف يجيبون لا نعرف! طيب ماذا تعني لكم فلسطين؟! لا نعرف أيضا!.. وهذا بديهي جدا لأننا لم نعد نورث أطفالنا منذ أكثر من عشر سنوات معنى الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، فكبروا على الجهل بالقضية التي كبرنا نحن عليها ويجهلون ماذا يعني احتلال إسرائيلي لأرض فلسطينية، ناهيكم عن وجوب معرفتهم بالجرائم التي يرتكبها الإسرائيليون في حق أرواح وممتلكات الفلسطينيين وأن فلسطين الدولة العربية الوحيدة في العالم التي لا تزال تحمل كلمة دولة محتلة رغم شعارات الحرية التي تتزين بها منصة الأمم المتحدة، وكبرى الدول المعنية بحل القضية الفلسطينية التي ساهمت في تعميق أغوارها للوضع المأساوي الذي نراه اليوم، ونحن بلا حول منا ولا قوة في رد العدوان الإسرائيلي عن أخوتنا في فلسطين الذين يحملون عاتق الحفاظ على الكرامة العربية بمقاومتهم التي يراها اليوم بعض العرب عنفا، وربما إرهابا يستدعي التوقف عنه فورا، لكنني شخصيا لن أنسى هذه القضية ليس لأنني أكثر إحساسا من أحد ولكن لأنني أشدكم إحساسا بالخزي!. ‏[email protected] ‏@ebtesam777