23 سبتمبر 2025

تسجيل

التخييم... والموسم الاستثنائي

11 أكتوبر 2020

سيبدأ هذا الشهر التخييم الشتوي حسب المناطق التي حددتها وزارة البلدية والبيئة مع إعلانها عن إطلاق موسم التخييم، ولو أن هذا الموسم استثنائي حيث الجائحة وضرورة الالتزام باتباع الاحترازات الصحية الوقائية التي فرضتها وزارة الصحة، والتي سيؤدي إهمالها من قبل المرتادين إلى ارتفاع مؤشر الإصابات، ونسف الجهود التي بذلتها وتبذلها وزارة الصحة في الوقاية لوقف الانتشار. فمنطقة سيلين وغيرها ستشهد تجمعات شبابية وعائلية، وستبقى هي موضع الخوف والقلق والرعب لكثير من الأسر، ففي السنوات السابقة شهدت تلك المنطقة "سيلين " مآسي لا حصر لها، نتيجة السلوكيات الجنونية التي يمارسها الشباب والمراهقون من الجنسين من خلال الاستعراضات البهلوانية الممتدة على السواحل والطعوس بلا وعي بأضرارها على الشخص نفسه أو على الآخرين، فكم من أسر فقدت شبابها، وكم من شباب مازالوا يقبعون في المستشفيات، وكم منهم من أصيب بعاهة مستديمة وغيرها، لذلك فكما حرصت وزارة البلدية على فرض رسوم باهظة مقابل ما تقوم به من أعمال في عمليات الرقابة والتنظيم والنظافة لمناطق التخييم وكانت موضع استنكار، باعتبار أن المناطق الساحلية والبرية ملك عام والتي لابد أن يستفيد منها الجميع بشروط حفاظًا على البيئة، خاصة في انعدام الخدمات. فهل ستكون هناك كثافة عالية من الجهات المسؤولة عن مناطق التخييم في المراقبة الدقيقة؟، خاصة فيما يتعلق باتباع الاحترازات الوقائية ومراقبة التجمعات الشبابية والعائلية، ووضع شروط احترازية في استيعاب الأعداد من جهة ومراقبة السلوكيات الفردية سواء في التسابق العشوائي في الاستعراضات البهلوانية المميتة، وفي عدم احترام خصوصيات وتجاوز مواقع تخييم الآخرين، أو سلوكيات تمارس لا أخلاقية بعيدة عن المراقبة من جهة أخرى، فنحن في ظروف صحية تختلف تتطلب جهودًا من الجميع، وفي منطقة تختلف شهدت سواحلها جثثا ودماء، كما شهدت استعراضات وتهورات ومغامرات بهلوانية جنونية، ضحاياها الكثير، يشعل فتيلها الجمهور المتفرج الذي يصب الزيت على النار في التجمع والاستمتاع والتشجيع لتلك الظاهرة، والذي يجب أن تكون هناك آليات لتنظيم الحضور، وأخرى للحد من ممارسة هذه الرياضة القاتلة إلا لمن يمتلك الدراية والترخيص لممارستها، لكن أن يسمح لكل من هب ودب بركوب المركبة وممارسة هوايته الرياضية في منطقة مشحونة بالمركبات والمصطافين والمتفرجين تتطلب مراقبة وتنظيماً وتقنيناً من الجهات المعنية تفادياً لحدوث الإشكاليات، والتقليل من الحوادث الناجمة. … ندرك الجهود والحملات التي بذلتها وزارة الداخلية في العام المنصرم في ضبط المركبات المخالفة، سواء في الطرق المؤدية لمناطق التخييم، أو الاستعراضات الخطرة المميتة في منطقة سيلين، إلا أن ذلك لا يمنع من تكثيف الحملات التوعوية بمخاطر الاستعراضات، وتخصيص مناطق لها فقط كالطعوس لمن يمارس الرياضة بمهنية عالية، وسيارات مجهزة، ومراقبة المحلات المؤجرة للتأكد من صحة المركبات وتوفير شروط السلامة فيها، ومصادرة السيارات والدراجات المخالفة، كما أن للتوعية الأسرية دورا في عدم ترك الحبل على الغارب لأبنائهم وبناتهم لممارسة تلك الرياضة بلا وعي ولا رقابة، فنحن في وقت استثنائي يتطلب جهودًا استثنائية متكاتفة، بدءًا بالأسرة وانتهاء بالجهات المسؤولة في الدولة، لحماية أنفسنا من هذه الجائحة، وحماية الشباب من الجنسين والأطفال من الوقوع في خطر المنزلقات الاستعراضية والسباقات الجنونية، فيكفينا ما نسمع وما نرى من ممارسة سلوكيات جنونية تهدر بالشباب وتهدر بالأخلاق، وتهدر بالصحة، حين خرجنا بفكرنا من الوعي إلى اللاوعي، فحولنا المناطق الجمالية من مناطق ترفيهية إلى مناطق مميتة؛ تلتهم أجسادنا وصحتنا.. Wamda.qatar@gmail. Com