10 ديسمبر 2025

تسجيل

قلب خاشقجي المفتوح !

11 أكتوبر 2018

وبدأ اللغز يتفكك ! وبدأت الحقائق تتكشف ! وبدأت الرياض تقرأ السبع المنجيات ! في تطور خطير كشفت جريدة ( الصباح ) الرسمية المقربة من الحكومة التركية عن هوية وأسماء وصور الفريق الأمني الذي جاء لاغتيال الكاتب السعودي جمال خاشقجي وإن بينهم خبيراً في تشريح الجثث والطب الشرعي وحرس خاص لولي العهد السعودي ظهروا معه في لقاءاته المتلفزة بالإضافة إلى أشخاص يرتبطون بعلاقة قرابة من المستشار الملكي سعود القحطاني في الديوان الملكي ، كما نشرت صحيفة ( نيويورك تايمز ) تصريحات تعد الأقوى حتى الآن في تتبع أخبار خاشقجي وهي تصريحات نسبتها لمسؤول أمني تركي كبير في أن الكاتب السعودي جمال خاشقجي قد قُتل وتم تقطيعه بمنشار كبير وتولى الطبيب الشرعي من ( فريق الموت ) السعودي هذه المهمة بعد قتله وتنظيف آثار الجريمة في القنصلية ! أي زمن هذا ؟.. هل يعقل أن تُرتكب هذه الجريمة البشعة وعلى أرض غير سعودية ومن سعوديين يقتلون سعوديا لمجرد الاختلاف بالرأي والتوجه؟!..هل أصبح محمد سلمان مجرد رئيس عصابة يأمر باعتقال هذا وسجن ذاك وقتل فلان واختطاف آخر؟!.. أين هو مفهوم الدولة في هذه المملكة التي باتت مهلكة بكل ماتعنيه الكلمة ؟!.. أين هو الإصلاح إن كانت هذه الكلمة محصورة فقط في بعض الانفلات الأخلاقي والأمني وما عدا هذا ففضائح القتل والاعتقال والخطف لا يبدو أنها ستنتهي قريباً؟.. ، والمصيبة أن الصحيفة أوردت أنه قد يخرج للعلن ما أسمته بتواطؤ تركي سعودي واتفاق ثنائي يرمي بتهمة قتل الكاتب والإعلامي السعودي خاشقجي إلى " عناصر أمنية سعودية غير رسمية " وأنها ارتكبت هذه الجريمة الشنيعة خارج قنصلية المملكة وأن التعاون الأمني المشترك بين أنقرة والرياض سيعملان على ضبط وإحضار المتهمين وكفى الله العالم هذه الضجة التي لا تكاد تنتهي !.. ، أنا شخصيا لا أتوقع أن تدخل تركيا في هذا الاتفاق الذي يمكن أن يوصف بـ ( الدنيء) في حق دم رجل قُتل غيلة وغدرا وقد دخل الرجل وهو " آمنٌ على نفسه وحياته " إلى قنصلية بلاده وعلى أرض تركيا نفسها فهذا ستعد سابقة لا تقل بشاعتها عن الجريمة نفسها فيما لو صارت واقعا وشهدناه جميعا ! . من المضحك الذي لا تزال الرياض مصرة على القيام بدور المهرج فيه هو محاولة البراءة من دم خاشقجي بأعذار واهية يحاولون بها استغباء العالم الذي يضج بالسياسيين والإعلاميين وخبراء الأمن في المراقبة والتجسس والتتبع من خلال لدينا كاميرات تصور لكنها لا تسجل وتحديدا يوم دخول خاشقجي لها في الوقت الذي سرب فيه مسؤولون أمن أميركيون يتولون مناصب كبيرة لصحيفة ( الواشنطن بوست ) أن الاستخبارات الأمريكية تتبعت اتصالات بين مسؤولين سعوديين تباحثوا فيما بينهم في مكالمات سرية عن كيفية اعتقال خاشقجي واستدراجه لهم فماذا ينتظر هذا العالم الكبير لإعلان إدانة ممثلي القنصلية السعودية في اسطنبوا بارتكاب أشنع جريمة مدبرة داخل جدرانها الدبلوماسية المخيفة ؟!.. ماذا ينتظر عرّاب الأموال السعودية الرئيس الأميركي ترامب ليقول للرياض : هذه المرة لا أستطيع إنقاذك وقد ورطتِ نفسك بنفسك؟!..أم أن ما قاله عُدَ "شفرة سرية" لحلب أموال أكثر سعودية بقوله : لم أتحدث مع السعوديين حول هذه القضية" حتى الآن" ؟!..فهل ستكون مليارات الدولارات السعودية ثمناً لإقفال جريمة قتل المواطن والإعلامي السعودي جمال خاشقجي من الباب الأميركي ؟!. أتصور أن هذه القضية ستُطوى قريبا ليس بانكشاف القتلة والمتورطين بها ولا حتى بالكشف عن مصير خاشقجي فيها ولكن متى دخل ترامب بها خصوصا بعد إعلانه إيقاظ العاهل السعودي من سباته وسؤاله عن خاشقجي وتلقف محمد بن سلمان جوانب هذه المكالمة التي ستتحول بقدر قادر إلى اتفاق بالخروج في مسرحية جديدة نهائية يمكن أن تلملم أطراف هذه الفضيحة العالمية أو تغطيتها بحدث أكبر وأجل وبالطبع لن يمس السعودية كجهة إجرامية بل قد يظهرها كضحية مغلوب على أمرها هذه المرة ولينسى جميعا هذا الرجل المسمى خاشقجي !، .. ولذا أكرر ما قلته في مقال الأمس وهو أن باب هذه القضية لا يجب أن يُغلق مهما كان كما اُغلقت مئات الأبواب لانتهاكات الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة الإنسانية بحق آلاف من النشطاء والمعارضين وليس من الإنسانية أن يوصد هذا الباب في الوقت الذي تناشد مئات المنظمات الإنسانية بحقوقهم وحريتهم .. فإن فعلنا فلا حول ولا قوة إلا بالله في دين ندين به ولا نتبعه ! . فاصلة أخيرة : وهل الحرية في النهاية سوى حقكَ في أن تكون مختلفاً ؟! . [email protected]