27 أكتوبر 2025
تسجيلكون الدوحة تحتضن لأول مرة اجتماع كبار المسئولين عن السياحة بدول مجلس التعاون الخليجي، فهذا مؤشر جيد يعطي الهيئة العامة القطرية للسياحة دافعا قويا لادارة دفة العمل السياحي في دول مجلس التعاون، في هذه الآونة التي قاربت بلادنا الوصول الى الغاية المنشودة في اعتماد السياحة مطلبا رئيسيا ضمن رؤية قطر 2030م، لمواكبة النهضة العمرانية وجمالية المنشآت الحضارية الجارية التي تنطلق نحو مستقبل مشرق يواكب هذه النهضة السريعة التي تؤسس لمشاريع وانجازات متقدمة في مجال السياحة.وزراء السياحة بدول مجلس التعاون في مؤتمرهم بالدوحة نهاية الاسبوع الماضي، كان فرصة للاطلاع على ما تتقدم به دولة قطر من خطوات واثقة لتنشيط السياحة، وهو ما يخدم التوجه العام في المنطقة، وهذا ما اكده رئيس الهيئة العامة القطرية للسياحة في كلمة له خلال الاجتماع، بالعمل على تأهيل وتخصيص مناطق للاستثمار السياحي مزودة بالتسهيلات للمستثمرين، على غرار المناطق الخاصة بالاستثمار، وتسهيل الاجراءات الخاصة بالسياحة والسياح وإعداد خطة ترويجية والعمل على تشجيع إقامة المعارض العالمية والمؤتمرات والمهرجانات، وهو ما يخدم مسيرة التعاون السياحي بين دول المجلس في هذه المرحلة، وتنشيط السياحة البينية بين الدول الأعضاء، مما يتطلب بذل المزيد من العمل والتعاون المشترك بين الجهات المختصة بالسياحة بدولنا.لا يخفى على اي زائر ان التراث العمراني والتاريخي ظهرت ملامحه تتجسد على ارض الواقع القطري، من خلال بروز منشآت ومجمعات وابراج وفنادق وهيئات ومؤسسات حكومية وخاصة تحمل في معظمها ملامح اثرية اصيلة نعتز بها، ووجود الهيئة على راس الهرم السياحي في الدولة زاد من الوعي باهمية الاهتمام بالنمط التراثي كمصدر ثقافي واقتصادي، بعد ان اصبح الأسلوب التقليدي لصناعة السياحة فكرا خاضعا لاقتصاديات السوق المفتوح ويلغي من الذاكرة القيم الرمزية واحيائها وتوظيفها في المشاريع السياحية.لقد تجلى الاهتمام بالظواهر التراثية في منشآتنا العمرانية، من خلال مشاريع سياحية عديدة فرضت حضورها السياحي على المجتمع، مثل مشروع المتحف الاسلامي وسوق واقف والحي الثقافي /كتارا/ وغيرها من المشاريع ذات الطابع التراثي الذي يحرص الزائر الى قطر على الاستفادة من خصوصيتها التي تبعث على الانسجام في اجواء غير تقليدية رسمها القائمون على السياحة في قطر ونجحوا بها، ليكون للمنشآت السياحية ذلك الدور الكبير في خلق التوازن والتعبير عن روح وثقافة العصر واستحضار الثوابت المحلية.السياحة صناعة متكاملة ترتبط ارتباطا مباشرا بالمجتمع، وجعلها ملموسة ومحسوسة لإحياء مفاهيم وقيم تحتاج إلى فعل البناء المعماري التراثي، وبرأي الخبراء فان المستثمر المهتم بالسياحة يهدف إلى الربح عكس القطاع العام الذي ينظر ابعد من دوافع الربح، ويوجه بالاهتمام بالمقومات الطبيعية: تراث — آثار — مواقع تاريخية — فلكلور شعبي، بالإضافة إلى التسهيلات الخدمية الأخرى.صناعة السياحة تحتاج الى قافلة اعلامية تواكب المشاريع كما تحتاج حضورا في كل المداخل السياحية وتزويدها بالمعلومات وبكل ما هو جديد في المجال السياحي، الإعلام شريك استراتيجي لأي توجه نحو الترويج لبرامج طموحة، وركيزة اساسية للدعم والمساندة من خلال تسليط الضوء على المنشآت السياحية والأماكن والتعريف بها.. وسلامتكم.