14 سبتمبر 2025
تسجيلبمشاهد مؤلمة ومقاطع متداولة للحظات الأولى لزلزال المغرب المفجع بلغنا ما وصلت له الخسائر البشرية المؤلمة جراء الزلزال الذي وصل إلى 7 درجات وامتد للعاصمة المغربية مراكش وأنحاء كثيرة من المغرب حتى حدودها مع الجزائر، وهو أمر ما كان في الحسبان ولا الخاطر، وكم شعرنا بالحزن ونحن نراقب الأوضاع المأساوية التي مر بها الأشقاء في المغرب جراء هذه الزلازل التي ما كدنا نتجاوزها منذ أكثر من ستة شهور في كل من شمال سوريا وتركيا حتى فجعنا بدولة عربية مسلمة تمر بنفس الفاجعة لأول مرة لتقتل الآلاف من القتلى وتسقط الآلاف من المصابين والجرحى وتشرد مئات الآلاف، ناهيكم عن تدمير البنى التحتية والمباني والمنازل وما أصبح عليه المغاربة في هذا اليوم لم يمسوا فيه للأسف لتتفجر المآسي والأحزان بين العوائل والأسر والشعب عموما، وكم كان مؤلما لنا أن نتابع تلك المشاهد المحزنة ومنها لمعلمة مغربية لا تعرف كيف خرجت من تحت الأنقاض حية ترزق لتعلن وبكل ألم وكمد وفاة جميع تلاميذها تحت الركام وهي تتلوى بكاء وقهرا على تلك المشاهد التي لن تنساها لطلابها الذين كانوا معها قبيل لحظات فباتوا أمواتا من غير حول لهم جميعا ولا قوة أو لتلك السيدة المحتسبة الصابرة التي وقفت أمام العدسات متماسكة وتغالب دموعها وحرقة قلبها بعد انهيار منزلها على أولادها الأربعة وزوجها ووفاتهم جميعا بينما هي الناجية الوحيدة من كل هذا، وكأن الله قد ربط على قلبها لتتمكن من الوقوف والتحدث بكل ما ألمّ بها في نفس اليوم الذي كانت فيه برفقة عائلتها فأضحت وبقدرة قادر وحيدة لا سند لها إلا الله ورحمته سبحانه. في ظل هذه المأساة التي ما كدنا نتجاوز مثلها في الشمال السوري وتركيا حتى فُجعنا بمثلها في المغرب ظهرت معادن بعض الدول ومن أبرزها جمهورية الجزائر التي على الرغم من بعض الوضع السياسي المحتدم بينها وبين المغرب والخلافات بل والقطيعة بين حدود البلدين فإن الجزائر تجاوزت كل هذا وقامت بمد جسور للإغاثة والمساعدات الإنسانية العاجلة وفتح أجوائها لجميع طائرات الإغاثة المتوجهة إلى المغرب وطائرات نقل الجرحى والمصابين وفتح مستشفياتها لعلاجهم في موقف يدل على السمو الأخلاقي والإنساني وحسن الجوار الذي احترمته الجزائر رغم كل الملفات العالقة بين البلدين والتي تسببت بقطيعة رسمية بينهما منذ أواخر عام 2021 وحتى الآن ولذا كان من الواجب الإشادة بالموقف الجزائري الأخوي الذي أكد على التعاضد بين الإخوة العرب، وأنه لا وجود لأي خلاف أو عداء حين يكون الظرف إنسانيا وكارثة بحجم زلزال مدمر قتل الآلاف لا تزال الإحصائيات تشير إلى عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين وخسائر مادية لا تعد ولا تحصى وسوف تحتاج المغرب إلى سنوات طويلة لتتجاوز كل هذه الآلام والخسائر والنكبة الإنسانية المؤلمة التي يشعر بها كل بيت مغربي يعاني في هذه اللحظة من فقد أغلى الناس على قلبه موتا وضياعا وخسارة وعليه إلى جانب موقف الجزائر الراقي والإنساني فإن الإشارة لباقي المواقف العربية التي تضامنت لمساعدة المغرب واجب في هذا المقام لا سيما لبلادي قطر التي دائما ما تحتل الصف الأول لإرسال مساعداتها العينية العاجلة للتخفيف من آثار الزلزال المدمر كما فعلت مع الكثير من الدول في العالم دون انتقاء لجنسية أو هوية أو دين إيمانا منها بأن الإنسانية لا يجب أن تتوقف على الدين والانتماء بقدر ما يجب أن نحافظ فيه على حياة الشعوب المتضررة والتخفيف من المآسي الطبيعية التي تحدث بلا حول للإنسان فيها ولا قوة فاللهم تجاوز عن القتلى واشف الجرحى وأخرج المفقودين من غياهب الركام والظلمة إلى نور الفسح والنور واجعل ما ابتليته بهم زيادة في القبول والحمد على كل حال.. اللهم آمين.