15 سبتمبر 2025
تسجيلمن (God save the queen أو حفظ الله الملكة) إلى (God save the king أو حفظ الله الملك) سوف يتغير النشيد الوطني الملكي للمملكة المتحدة التي فُجعت يوم الخميس 9 سبتمبر 2022 بوفاة الملكة المحبوبة في بريطانيا وسائر العالم إليزابيث الثانية عن عمر ناهز 96 عاما "1926 – 2022" قضت فيه أطول حكم في التاريخ بلغ سبعين عاما كملكة لبريطانيا وقريبة من الشعب الذي كان يحترمها كثيرا وتمنى لها دائما دوام الصحة والعافية ومع بروز الأخبار عن تدني حالة الملكة الصحية سارع البريطانيون إلى أسوار قصر وندسور ينتظرون من يطمئنهم على ملكتهم المحبوبة التي كانت تقضي آخر دقائق حياتها في قلعة بالمورال بأسكتلندا والتي تعهدت في بداية تنصيبها للحكم على التزامها بخدمة بريطانيا وشعبها والسعي وراء اتحاد العائلة المالكة التي وصفتها بالإمبراطورية العظيمة حتى أعلن طبيبها الخاص عن (سقوط جسر لندن) وهي العبارة المعروفة حسب البروتوكول البريطاني المتبع عند وفاة ملوك بريطانيا ليأتي الإعلان الرسمي عن وفاة الملكة إليزابيث الثانية عن طريق سكرتيرها الخاص السير إدوارد يونغ الذي أبلغ رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس أولا بهذا الخبر الحزين، قبل ان ينتشر الخبر الرسمي وتتشح بريطانيا بالسواد وبالورود التي اصطفت على أسوار قصر باكينغهام في لندن تعبيرا من الشعب عن حزنه لفقدان ملكته الطيبة التي وإن كانت لم تملك زمام الحكم التنفيذي في البلاد لكنها ظلت أيقونة الشعب والتي حرصت على إبقاء علاقاتها على المستوى الشخصي مع شخصيات وحكومات في شتى بقاع العالم طيبة ومتميزة، وكانت تتمتع بروح هادئة جعلت العالم اليوم يحزن على رحيلها ويقدم زعماء وحكومات العالم تعازيهم الصادقة لرحيل شخصية عظيمة في تاريخ بريطانيا كالملكة إليزابيث الثانية، التي سوف يخلفها نجلها تشارلز الثالث العرش بينما سوف تلقب زوجته الملكة كاميلا بدوقة كورنوال وستتغير بعدها واجهة بريطانيا من حيث تغيير العملات النقدية، حيث سوف تُطبع صورة الملك تشارلز على العملات المعدنية والورقية الحديثة بينما سوف يبقى التداول بالعملات النقدية القديمة سائرا حتى زوالها شيئا فشيئا وانتشار الجديدة منها في الأسواق والتداول اليومي للعملة وسوف تظهر صورة تشارلز على الطوابع البريدية الجديدة التي تعدها الأسرة المالكة في بريطانيا إرثا تاريخيا لها متوارثا منذ عهد الملك إدوارد الثامن والذي حكم البلاد منذ عام 1936 حتى تنازله عن العرش وإصابته بسرطان الحنجرة عام 1972 كما سوف يتغير المستشارون والمحامون بحيث يحصل الملك تشارلز على آخرين جدد له عوضا عمن كانوا يعملون لدى الملكة الراحلة وسوف تضاف مهام أخرى لقائمة أعمال الملك دون التدخل في السياسة الخارجية للمملكة المتحدة التي يتولى حقيبتها رئيس الوزراء والحكومة بكافة الأعضاء والوزراء فيها. لقد رأينا بالأمس كيف تهافت البريطانيون لإلقاء تحيتهم الأخيرة لملكتهم المحبوبة وكيف حرصت رغم قلة ظهورها على أن تزرع تلك المحبة في قلوب الشعب تجاهها، وكيف تكدست باقات الورود على أسوار القصر الملكي وكيف يجب أن يحرص الرؤساء على إبقاء خيط المحبة قائما بينهم وبين شعوبهم وعدم قطعه، ولذا فإن وفاة ملكة بريطانيا وتوابع الحزن التي لحقت بها تؤكد لنا أن حب الشعوب يعلو أولا ويبقى حينما يذهب الزعماء ولا يبقى سوى ما قالوه هنا وما فعلوه هناك وما عملوه لشعوبهم، وإن الذكر الطيب هو أعظم ثروة يمكن أن يحتفظ بها التاريخ لهؤلاء ويقدمها للمهتمين يوما ما فوداعا أيتها الملكة الأنيقة التي قدمت للدنيا بهدوء ورحلت عنها بهدوء.