12 سبتمبر 2025

تسجيل

محمود عباس القيادي الفلسطيني التائه

11 سبتمبر 2018

لم أعد أعرف ماذا يجري في عالمنا العربي التعيس، سورية الحبيبة تحترق، ودمرت تدميرا يكاد يشبه تدمير الزلازل على أيدي قوات النظام السوري وحلفائه، والبقية إدلب تنتظر مصيرها والعرب يتفرجون، أو أن بعضهم يتآمرون على ذلك الوطن الذي كان "قلب العروبة النابض" فاصبح اليوم مسرحا للعابثين والطامعين والبغاة والحاقدين وجحافل المرتزقة من كل فج عميق، بالأمس انعقد مؤتمر طهران يضم (الروس والفرس والأتراك) ليتدارسوا إلحاق الهزيمة الكبرى بالقطر العربي السوري بحجة حماية النظام في دمشق ومحاربة الارهاب، ولي أن أستثني من ذلك القيادة التركية التي كانت في ذلك المؤتمر تحاول عدم الشروع في استخدام القوة في إدلب من أي طرف كان تحت أية ذريعة كانت، ولا يمكن العدوان على إدلب وتدميرها وبها أكثر من ثلاثة ملايين من البشر المهجرين من كل أصقاع سورية، غياب عربي كامل في ذلك المؤتمر لأسباب وأسباب. فالسعوديون والاماراتيون منشغلون في حرب طاحنة في اليمن الشقي، يتسابقون على مد نفوذهم وسلطانهم على أرض اليمن المفيد (السواحل البحرية والجزر والموارد الطبيعية وطرق التجارة) وملاحقة المعارضين المسالمين واصحاب الرأي وتنشيط أعمال التجسس على مواطنيهم وقيادات عربية محددة.. مصر "أم الدنيا" منشغلة باصدار احكام بالإعدام على قيادات سياسية وكبت حرية الرأي والتعبير وملاحقة الإسلاميين بدلا من ملاحقة عملاء إسرائيل في داخل مصر والفاسدين المستبدين بأرزاق وحياة الشعب المصري الشقيق. القادة العرب تركوا العراق لقمة سائغة لايران تفعل فيه ما تشاء، تُسقط حكومة وتُعين حكومة أخرى أكثر عمالة لايران، والأمريكان لا يهمهم غير تدمير العراق بحجة محاربة داعش والارهاب. والجزائر كان الله في عونها، فما فيها يكفيها. (1) السلطة الفلسطينية العباسية أصبحت احدى الكوارث التي حلت على أمتنا العربية والاسلامية عامة وعلى الشعب الفلسطيني خاصة منذ توقيع اتفاق "أوسلو" المشؤوم عام 1993، يقول محمود عباس في الشهر الثامن اغسطس من عام 2014 لشخصية خليجية مرموقة "نحن أمام قضيتين لا نستطيع حلهما الاولى: المفاوضات مع اسرائيل فشلت، عشرون عاما ونحن نتفاوض على حدود 1967 ولم نتقدم خطوة واحدة، ولذلك قررنا المصالحة مع حركة حماس، وتشكيل حكومة وفاق وطني، اسرائيل رفضت التعامل مع الحكومة المقترحة" وقال ايضا اذا لم يوافقوا سوف نوقف التنسيق الامني والتعاون مع اسرائيل ونطلب من نتنياهو أن يأتي لاستلام السلطة، ويرجع الوضع الى ما كان عليه قبل اوسلو، خليها تخرب على الكل. " يال الهول! عباس ينشد موافقة اسرائيل على تشكيل حكومة وفاق وطني يشترك فيها كل ممثلي الشعب الفلسطيني. الثانية: علاقة سلطة عباس مع حماس، يقول:" انه منذ مجيء السلطة وحماس تعمل على افشالها واسقاطها" يقول: "ان حماس تتآمر عليه ويدبرون انقلابا ضده في الضفة الغربية وهذه المعلومات جاء بها مدير المخابرات الاسرائيلية " وقال:" انا بلغت من الكبر عتيا، ولست قادرا على تحقيق اي شيء، لم اعد احتمل، كيف ما تدورها مش قادر اوصل لاي نتيجة، لا يوجد لدينا سلطة في الضفة الغربية ". هذه المعلومات من فم عباس وسؤالي لعباس: اذا كنت بلغت من الكبر عتيا، ولم تعد قادرا على تحقيق اي شيء، وليس عندك سلطة في الضفة تخاف عليها فلماذا لا ترحل عن السلطة واتركها لجيل قادر على العطاء؟. (2) محمود عباس يعيش أوهام عمره، في عهده توسعت دائرة المستوطنات الاسرائيلية، وزادت انتهاكات الجيش والامن الاسرائيليين في الضفة ضد المواطنين الفلسطينيين، خطف وقتل، وهدم منازل، واعتقالات في وضح النهار وعلى مقربة من مقر ما يسمى المقر الرئيسي الفلسطيني (المقاطعة) وقواته الامنية، الجدار العازل اقيم، وفتوى محكمة العدل الدولية بعدم شرعية بناء ذلك الجدار بيده، ولم يسع الى تدميره بكل الوسائل المتاحة وهي كثيرة، اعترفت الادارة الامريكية " دونالد ترامب " بان مدينة القدس عاصمة اسرائيل الابدية ولم يأخذ أي خطوة لمقاومة ذلك القرار اللهم إلا مقاطة امريكا، وكانه في هذه الحالة "جمهورية الصين" ومالها من ثقل دولي وقوة رادعة. خلال شهر اغسطس الماضي اعتقلت القوات الاسرائيلية 484 مواطنا في الضفة الغربية قرب " المقاطعة " مقر عباس الاداري، ولم تفعل قواته الامنية اي عمل لحماية الفلسطينيين، واقتحم 93 مستوطنا صهيونيا الاقصى، وليس هناك رد فعل سلطوي، وزير الزراعة الاسرائيلي اقتحم المسجد الاقصى بالامس وفي معيته 150 صهيونيا،بالامس الغت الادارة الامريكية حصتها في ميزانية " الانروا" ومساعدات مستشفيات القدس، وبالامس اغلقت مكتب المنظمة في واشنطن وعباس وسلطته وحواريوه في رام الله على الارائك متقابلن بلا حراك. غزة تحترق، وتغوص الى الاعماق بحثا عن دواء وكهربا وماء نقي وامن، ويمعن الامبراطور عباس في حصارها بالتعاون مع الجندرمة المصرية واسرائيل وكل الشريرين. بالامس قدمت دولة قطر مبلغ عشرة ملايين دولار لاهل غزة لقطاع الكهربا والماء والدواء ومنع محمود عباس ايصالها او السماح بايصالها الى اهل غزة، طلب من مصر السيسي تشديد الحصار واغلاق المعابر وفتح منافذ اخرى ليزيد الضرائب على اهل غزة وكان ذلك بالتعاون ما اسرائيل في إغلاق حاجز ايريز كليا المؤدي الى الضفة الغربية. آخر القول: على محمود عباس وسلطته أن يرحلوا لأنهم لم يحققوا أي انجاز للشعب الفلسطيني.. إنها سلطة أصبحت عديمة الصلاحية.