17 سبتمبر 2025

تسجيل

رسائل العيد

11 سبتمبر 2016

هذه الأيام مباركة، وهل هناك أعظم من الليالي العشر التي يفضل فيها عمل الخير والصيام والعبادة والتقرب إلى الله، فالأجر مضاعف وأبواب السماء فيها مفتوحة لكل دعاء صادق، هي دعوة للتسامح والسلام مع الذات قبل الآخرين ونسيان ما كان في الأمس من تراكمات الحياة والبدء من جديد بنفس راضية مطمئنة قانعة بما كتبه الله، وفي هذه الأيام المباركة يوم عرفة، اليوم المبارك الذي فيه الفضل الكبير، فصيام يوم عرفة يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، سبحان الله ما أعظمه يغدق علينا من فضله وعطاياه التي لا حد لها، فالأجدر بنا أن نكون عند حسن ظن الله فينا ونغتنم تلك الأيام المباركة بكل ما أوتينا من قوة إيمان وعمل. — لا أعرف ماذا أكتب وأنا على أعتاب العيد هل أردد (عيد بأية حال جئت يا عيد!!) وكيف لا ونحن سنستقبل العيد بعد أيام وقد فقدنا أعزاء كان لهم شأن كبير في حياتنا وترابطها وبناء شخصياتنا منذ نشأتها الأولى، بل ويعتبر أحدهم عمود العائلة الذي اعتاد في حياته على تفقد الصغير قبل الكبير، وزيارتهم والسؤال عنهم، اجتمعنا تحت كنفه ورعايته، فرحل عنا خالي الغالي الى الرفيق الأعلى في الأيام المباركة لتكون خاتمته كما كان عليه في حياته من أهل الخير والصلاح، نسأل الله له الفردوس الأعلى من الجنة وأن نلتقي به وبموتانا جميعاً تحت سدرة المنتهى، لهذا سيكون العيد في هذا العام فرصة لتجديد وعدنا به ولنكون كما عاهدنا عليه مجتمعين عائلة واحدة على قلب واحد بإذن الله. — رغم كل شيء تبقى للعيد بهجته وفيه من الخير الكثير كصلة الرحم، وزيارة الأقارب، وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والتكافل الاجتماعي بين الجميع والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم، والمشاركة في فعاليات تطوعية ومبادرات إنسانية واجتماعية كزيارة المستشفيات والمسنين وتهنئتهم وتقاسم فرحة العيد معهم، فكل مشروك مبروك حتى المشاعر تتكاثر وتزيد عندما نتقاسمها مع الآخرين. — صوت — رغم أن التكنولوجيا الحديثة سهلت علينا أمر التواصل بين الجميع، بين رسائل نصية أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي بسطت لنا أمر تبادل التهاني وتناقلها إلا أنها أفقدتنا لذة التواصل المباشر معهم، لهذا أدعو نفسي قبل أن أدعوكم الى أن نبادر بسماع أصواتهم بالاتصال أو الزيارة للتهنئة والتبريك بعيداً عن تلك التكنولوجيا التي أفقدت التواصل بالعيد رونقه وكل عام وأنتم جميعاً بألف خير وعساكم من عواده، وأعاد الله علينا هذه الأيام المباركة أعواما مديدة بالخير واليمن والبركة.