17 سبتمبر 2025

تسجيل

أسئلة الثقافة والمثقف

11 سبتمبر 2016

الكتاب الجيد يُلزم القارئ بقراءته حتى النهاية، والكتاب الرديء ترميه بعد الصفحة الثالثة أو الرابعة !؟ ولقد عكفتُ موخراً على قراءة رواية (فازت بجائزة عربية معروفة)، تحاملتُ على نفسي أُجبرها على إنهاء الرواية!. لم أتمكن خلال شهر من إنهائها، نظراً لرتابتها، وتقليدية السرد فيها ومباشرته. خطفتني رواية أخرى خلال سفرة قصيرة، كان الزميل أحمد فواز مدير مؤسسة الرحاب الحديثة بلبنان قد أهدانيها خلال معرض الدوحة للكتاب الأخير. قرأتُ نصف الرواية خلال الرحلة، وأكملتها بعد عودتي بأسبوع، أي لم تأخذ مني أكثر من 11 يوماً. الرواية المسماة (طقوس العبث) تحكي قصة شاب مغربي من أسرة فقيرة ، يعيش على هامش الحياة، ينتقد المفاهيم السائدة في مجتمعه، خصوصاً ما تعلق بالسحر والشعوذة، فيتقمص ذاك الدور، ويبدأ بعمل التمائم والأحصنة، في الوقت الذي لا يتورع عن ممارسة الفحشاء مع قاصداته اللواتي يطلبن منه حملَ أزواجهن على الوفاء لهن، وعدم النظر إلى النساء الأخريات.رواية تحمل مفاهيم شرقية / غربية عن الحياة، وتتضح فيها ملامحُ تراثية عن حياة المجتمع المغربي. البطل أحمد الذي يتلقي علوم الكتاتيب، ليُصبح مقرئاً ومُعلماً للقرآن، تتجاذبه أفكار متناقضة يعيشها، ويدخل في مغامرات مع أكثر من أربع نساء، بينهن (خديجة) حبيبته الأولى، والذي تصادف أن يتزوج أختها (جميلة) دون أن يعلم، ينتهي به الأمر في السجن عشر سنوات لإقدامه على ضرب حبيبته الأولى (جميلة) رغم أنها وقعت على الحائط، وارتطم رأسها بالجدار وفقدت الوعي، ثم فارت الحياة، وبعد السجن يُصاب أحمد بداء عضال فيرحل عن الدنيا.اللافت في رواية ( طقوس العبث) للمؤلف عبدالرحيم بهير، والتي تقع في 191 صفحة من القطع المتوسط، أنها ترفض الأفكار البالية فيما يتعلق بدماء البكارة، وقضية العفة، وكذلك أعمال السحر والشعوذة في ذات الوقت، فإن تعلم أصول الدين وقراءة القرآن لم تحفظ شخصية المعلم أحمد من الانزلاق إلى تعاطي الخمر والانتقال من حضن سيدة إلى أخرى، وكذلك نقاش الحياة ما بعد الممات. ونلاحظ أن حبيبته الأولى (خديجة) تغيب عن البطل أكثر من عشر مرات، ثم تعود فجأة دون مبررات!؟ وهذا ما أضاف على الرواية بعضاً من "التصنّع" غير المُحبب، كما أن هو الحال مع ظهورها في أمكنة بعيدة لا تخطر على بالها أو بال البطل أحمد ، وحتى بال القارئ.