03 نوفمبر 2025
تسجيلتشغل شؤون التربية والتعليم حيزا كبيرا في حياتنا وتؤرقنا جميعا، ولا غرابة في ذلك لأنها تربية ولأنه تعليم، ومن يحتاج الى تأكيد أهمية وخطورة هذا الميدان فإنه كمن يحتاج الى تأكيد اهمية الماء والهواء في حياة الانسان، ومن الطبيعي ان تتناول وسائل الإعلام قضايا التربية والتعليم بالشرح والتحليل، وتستمد منهما مادة إعلامية خصبة. ومن المنطقي ان تتصدر قضايا وإشكالات التعليم برامج الجماهير المباشرة، لكن غير المنطقي وغير المبرر إطلاقا أن يتجاهل المسؤولون في هذا القطاع الميداني الحيوي ما يبديه الجمهور من ملاحظات او استفسارات او حتى شكاوى عبر وسائل الإعلام بشكل عام، او يكون التواصل ضعيفا بين ما يثار حول التعليم وبين المسؤولين عنه رسمياً؛ محلياً فإن برنامجنا الوطني الاذاعي "وطني الحبيب صباح الخير" يتلقى يومياً سيلاً من ملاحظات وآراء المواطنين حول بعض المشكلات ومعاناة الناس من المدارس والتعليم ومجلسه المثير للجدل، بينما نلاحظ في المقابل إحجاماً غريبا وتجاهلا غير مبرر من المسؤولين في مجلس التعليم، لما يطرحه الجمهور من ملاحطات وآراء تتعلق بهذا الشأن ذي الاهمية البالغة!! واذا كان الناس يبحثون عن أصحاب القرار ويناشدون المكلفين رسميا بإصلاح الخلل ومعالجة الاوضاع فيما يتصل بالتربية والتعليم، ثم يشعرون بتجاهل أصواتهم او ضعف التجاوب مع مطالبهم المشروعة حول مستقبل أبنائهم وبناتهم، فكيف نريد إصلاحا او تطويرا إيجابيا لهذا الميدان الحساس والخطير، الذي تصيب تأثيراته وانعكاساته كل بيت وكل فرد؟! ان اكتفاء مسؤولي التعليم بردود (فاكسية) باهتة وجاهزة الصياغة لن يقدم حلولا مناسبة، او تجاهلهم لما يطرح عبر وسائل الاتصال المؤثر (الإعلام) وخاصة برنامج "وطني الحبيب صباح الخير" يقودنا الى تفسيرات لم نكن نتوقعها اونسعى اليها، ويمكن حصرها في ثلاث نقاط: — إن مسؤولي التعليم عاجزون عن الرد. — إنهم غير مبالين بآراء وملاحظات الجمهور. — إنهم يستهينون بدور الإعلام في التكامل المطلوب. والغريب أن يحدث هذا الجمود والتراجع رغم الوعود والشعارات الرنانة، التي اطلقها مسؤولو التعليم، واكدوها مرارا، مثل الشفافية والمكاشفة والتكامل مع اولياء الامور، واصحاب الاختصاص، والخبرة، والقنوات المشرعة.. إلخ. وما يتصل بها من تصريحات خلال الاجتماعات واللقاءات المفتوحة ومؤتمرات تغدو أشبه باستعراض الإنجازات وتجميل الصورة أمام الرأي العام!!علماً بأن المسؤولين في المجلس الاعلى للتعليم، قد أكدوا تعيين اشخاص مؤهلين للتواصل مع برنامج الاذاعة الجماهيري المذكور، والرد على ما يطرح من آراء، وملاحظات، وشكاوى، عبر البرنامج، ومن مبشرات هذا الموسم ان المجلس قد رشح عدداً من شخصياته للتواصل المباشر مع الجمهور، عبر برنامجنا الجماهيري المباشر، آملين أن يخرج هذا التنسيق بالنتائج والحلول العملية المنتظرة. ولابد من الاعتراف بأن مخرجات التعليم ليست على ما يرام وان مشكلاته تتكرر وتتفاقم عاما بعد عام، ليتصدر الموضوعات والقضايا المطروحة في وسائل الاعلام، وليس هذا بالطبع تصدرا مرغوبا فيه، بعدما تلاشى اسم الوزارة التربوية، وحتى وزارة التعليم، أثناء حديثنا عن هذه الأوضاع وهذا مؤشر ليس في الاتجاه الصحيح، مما يحتم تحركا فاعلا وسريعا، نتلمس المسار الذي انحرفنا عنه في التربية والتعليم، ونستعيد البوصلة من جديد، ثم نبني ونطور بعد ذلك ما نشاء، وعلى مسؤولي التعليم ان يلتفتوا بجدية الى اهمية التواصل والتفاعل الايجابي مع وسائل الاعلام، وبرنامج "وطني الحبيب صباح الخير" تحديداً؛ باعتباره وسيطاً مؤثراً بين المواطن والمسؤول، وأداة فعالة مدعومة من قيادتنا الحكيمة للإسهام الناجح في التعامل مع قضايا الوطن والمواطن، بكل نزاهة وأمانة وإخلاص.تعريب:اوجه عناية القارئ الكريم الى ان النسبة الى الفاكس في العنوان اعلاه نسبة مستعربة لا تخلو من الطرافة ؛ اذ ان ترجمة (الفاكس) العربية قليلة الانتشار واعني بها كلمة (ناسوخ) حسب تعريب اسماء الآلة، وليس ما يرسل عن طريقها.