18 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر وأمريكا ومفاوضات السلام

11 سبتمبر 2013

عندما اجتمعت دول التحالف لنصرة الشعب السوري في باريس منذ أيام كان ملف السلام في الشرق الأوسط أحد أهم المحاور. انتهز وزير الخارجية الأميركي كيري هذه المناسبة التحالفية المهمة ليطلع نظراءه العرب وممثلي الجامعة على أحدث تطورات محادثات السلام الفلسطينية - الاسرائيلية المستأنفة في 29 يوليو الماضي بهدف حشد التأييد للعملية كما يريدها. وفي مؤتمر صحفي ثنائي بارز له ولوزير خارجية قطر كان الحليف كيري ينتظر أن تعبر سياسة قطر عن تذليل أكبر لبسط نفوذ عملية سلام نسميه نحن "جائر" و"خاسر"، ولكن نظرا لأن التحالف المدرج على طاولة "الحشد الدولي" تلك كان رهن موضوعٍ حق بذاته لا دول بذاتها - صغرت أو كبرت - فأبت قطر من خلال تصريح وزير خارجيتها د.العطية إلا ان يكون هذا البسط مشروطا بسلام ناجع وعادل دون مس لحق الفلسطيني بالأرض والنفس والأقصى وبالتأكيد على وقف بناء المستوطنات التي تعرقل حتى الشروع في استئناف مفاوضات حول سلام عادل فكانت المفاجأة على الهواء بنقد مباشر للسياسة الاستيطانية بموقف ثابت حازم رغم امتقاع وجه كيري الذي بدت ملامحه وكأنها تقول: "لم أتوقع". لا شك أن موقف قطر يكتسب أهمية خاصة خصوصا وإنه جاء في وقت هالة دولية كبيرة وفي اجتماع مهم عقد لحشد ائتلاف لمعاقبة النظام السوري لاستخدامه الأسلحة الكيماوية وسلطت عليه كل العالم الأضواء رغم انعقاد قمة العشرين المهمة في موسكو تلك التي انقسمت حيال عقاب هذا النظام، والأكثر من ذلك صراحة النصّ القطريّ بتسمية عراقيل اسرائيل بـ "انتهاكات" "عقبات" تدحض اي حديث حول السلام كونها تشكّل "مصدر قلق". كيري كان يريد صكّا عربيا مدموغا بالدعم الذي يريد مستفيدا من الحضور العربي الجيد والفاعل والمتحمس وقتها لمعاقبة النظام السوري خصوصا وإنه قد أعد ليلتقي بعدها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس على عشاء في لندن، ونتنياهو فيما بعد مما لم يذكر وقته، هذا وإن استئناف تلك المحادثات المتوقفة لمدة ثلاثة اعوام من الزمن تعدّ أحد إنجازاته. الأمر الأهم معرفته فيما تمخض عنه اجتماع باريس فيما يخص القضيّة الفلسطينيّة من أن قطر رغم شكرها للرئيس الأمريكي ولجهود كيري في "تحريك المياه الراكدة" فيما يتعلق بمفاوضات السلام، إلا إنها ليست بأداة تنفيذية للسيّاسة الأمريكية في المنطقة. ومن ثمّ فإن عضوية قطر في ايّ ائتلاف دولي ودبلوماسيتها الخارجية حول الأوضاع الملتهبة في الوطن العربي ليست بأجندة جُمْلَةٍ توافقية انقيادية ببصمة "الإمّعة" وليست حماسية" بل إن سياستها تجاه قضايا الوطن العربي المصيرية حزمة مواقف ثابتة عربيا وانسانيا لا ينسخ فيها ناسخ منسوخا، فالحقّ الثابت فيها لا يَجُبُّ ما قبله.