26 سبتمبر 2025

تسجيل

غلطة.. مَن المسؤول؟!!

11 سبتمبر 2012

لكسر القوانين، وتجاوز المحظور أسباب عديدة تعود إلى الموضوع والمخالفين أنفسهم في هذا الجانب، واليوم سوف أتحدّث عن كسر بعض القوانين التي يمكن وجود الحلّ لها ولكنه لم يطبق، ربما لأن المسؤولين عن ذلك لم يتوصّلوا إلى هذا الحل بالرغم من تطبيقه في عدد من الدول. وأودّ أن أدحرج بين أقدام عقلياتهم سؤالاً عن إحدى ظواهر كسر القانون وهو: لماذا لا يكسر المدخنون قانون التدخين في المطارات؟!.. هل هو الخوف أم لأن هناك حزماً في ذلك؟ أم لأن مَن منع التدخين قد أوجد الحل للجميع سواء المدخنين أم غير ذلك؟!!. أنا هنا أجد أن التخمين الأخير هو الأقرب للصحيح، فما أن تدخل المطار فإنك لن تجد أي مدخن يكسر هذا القانون ومن قام بالمنع أوجد غرفاً خاصة للمدخنين، بحيث لا يؤذون غيرهم ولا يعكّروا صفو المطارات. لدينا هنا في الدوحة على سبيل المثال الكثير من التجاوزات من قبل المدخّنين في المجمّعات التجارية، وإن كان اللوم كله يصبّ عليهم لأنهم يضرون أنفسهم وغيرهم من مرتادي هذه المجمّعات، وقد تحدّث الكثير حول هذا الموضوع لكني سأنظر إلى هذا الموضوع من زاوية أخرى وإن كانت ضيقة لكن مساحة الرؤية فيها ستسمح لي بتكبير الصورة. كنت في رحلة إلى بلد آسيوي وهناك ذهبت إلى أحد المجمّعات التجارية برفقة صديق مدخّن، ولأن المجمع هذا كبير ويتكوّن تقريباً من ستة طوابق ويرتاده الناس من كلّ الجنسيات ومن مختلف الأجناس، إلا أنني لم أجد شخصاً واحداً يكسر قانون حظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة، حتى صديقي المدخّن هذا كان ملتزماً بالقانون بشدّة، تحاورت معه عن سبب التزامهم بالقانون، وكنا في الدور الأوّل فقال سأشرح لك السبب بطريقة عملية، أخذني معه إلى غرفة خارج المجمّع محاذية للباب الرئيسي وكانت غرفة خاصة بالمدخّنين، وبعد انتهائه من التدخين ذهبنا إلى الدور الثاني لنستكمل عملية الشراء خاصة أن كلّ دور مخصّص لأدوات معينة (يعني مو مثلنا سلطة) كلّ شيء في كل مكان وفي أي مكان حتى أنك تصعد وتنزل وتلف وتدور وتحتاج للتبضّع إلى عمل دراسة كاملة لمدة شهر حتى ترتب أمورك في عملية التنقل بين المحلات، المهم فور انتهائنا من التبضّع في الدور الثاني أخذني معه إلى الباب الرئيسي للدور الثاني بجانب مواقف السيارات، وهناك أيضا غرفة محاذية لهذا الباب مخصّصة للمدخنين، ثم الدور الثالث والرابع حتى آخر دور، قال لي صديقي في كل طابق غرفة خاصة للمدخّنين مجهزة بشفاطات وطفايات سجائر، فلماذا سيتجاوز المدخن قانون الحظر طالما أنه باستطاعته الذهاب إلى غرفة خاصة مكيّفة ومجهزة لسحب الدخان خارج الغرفة، أكمل حديثه قائلا: (تذكر فيلاجيو الله يذكره بالخير، كنا نروح عند الباب ندخن وننفخ الدخان في وجوه الداخلين والخارجين من المجمّع، ونطفي السجائر في الأرض، يا ليت يسوون لنا غرف تدخين) مما يشوّه المظهر الحضاري الذي تتمتّع به دولتنا الحبيبة. تخيلت كلام صديقي هذا ووجدت أن معه كل الحق في هذا الكلام، وقلت في نفسي طالما أنه من الصعب أن نجعل المدخّن يترك هذه العادة السيئة، فلماذا لا يقوم الدفاع المدني بفرض هذه الفكرة على المجمّعات التجارية، خاصة أن السجائر بالإضافة لخطرها على الصحة فهي أيضا خطرة على الأمن وقد تسبّب كوارث كثيرة. لا يهم المدخّن أن يكون في غرفة تدخين كأنها حظيرة لفئة منبوذة، كلّ ما يهمه وجود مكان مناسب، لذا فإيجاد هذا المكان هو واجب على أصحاب هذه المجمّعات ويفرض عليهم من قبل جهات الاختصاص في الدولة بعدها لا أعتقد أن أحداً سيتجاوز قانون حظر التدخين لأنه لا يملك أي عذر حينها، لأن البعض حين مخالفتهم من قبل البلدية يتحجّجون بحرارة الجو أو برودة الطقس وغيرها، كما أن بعض أصحاب المقاهي يقع عليهم اللوم لأنهم يقدّمون للمدخّن طفاية ولا يقولون له أن التدخين ممنوع فقط يقولون (بلدية يجي انا ما فيه مسؤول انت مسؤول!!). عندما نظرت من تلك الزاوية الضيقة وجدت أن الصورة تتسع أكثر فأكثر، أحيانا نحن بحاجة إلى النظر من هذا الخرم الضيق لأن النظرة ستكون مركّزة أكثر.