12 سبتمبر 2025

تسجيل

الإعلام استقالات وانسحابات

11 أغسطس 2022

رأيت في الفترة الأخيرة أمورا لا تسر القريب ولا البعيد، استقالات من مواهب وموهوبات من مبدعين ومبدعات قدموا وما زالوا يقدمون الكثير، قامات إعلامية يفتخر الجميع بهم قدموا سنين طوالا ما بين الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، تشهد لهم الساحات الإعلامية ووثقتها إنجازاتهم ونجاحاتهم العملية، كتبوا تغريدات بكل حب وبكل أسى لفراق هذه المهنة التي لازمتهم ولازموها، أحبوها وأحبتهم، قدموا لها وقدمت لهم، أيام مرة وأخرى سعيدة أيام بخيرها وشرها، بلطفها وقساوتها، وضعوا لها نقطة نهاية من حيث كانت البداية، عبروا بتغريدات نقلت واقع تجربتهم ما بين كلمة وجملة لكنها مؤثره، ما بين تلك السطور واقع ملموس لا يبقى في النفس إلا الود وطيب الأثر والذكرى الجميلة بعدما انطوت تلك الصفحة، لكنها من قلوب عاشت وصبرت سنين طوالا على أمل لعل الحال يتغير، لكنهم رأوا من واقع خدمتهم وتجربتهم في تلك السنين أن البعض في المجال الإعلامي لا ينافسك منافسة شريفة بل يحاربك وكأنه يرغب بأن تكون الساحة له وحده، وماذا بعد أن تكون الساحة له وحده هل سيشعر بالسعادة؟ بالتأكيد سيشعر بالندم حين لا ينفع الندم، خسر قامات ومواهب من الصعب تعويضها، والحقيقة تقول إن يدا واحدة لا تصفق فكيف تريد أن تخلي الساحة ممن ملؤوها ببصمات مؤثرة بقيت أثراً لا يُنسى، عندما عبروا عن حبهم للمجال الإعلامي شعروا أن التقدير هو قمة الشكر ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، اما اللا تقدير من قبل البعض الذين كانوا عقبة في مجالهم، جعلهم يغردون بكلمة صادقة تعبر عن حب لا عن بُغض، رفعوا راية الانسحاب بعدما مرت عليهم العديد من السحاب، بعضها سحابة وعدت وبعضها سحابة استمرت واستقرت، حاولوا طي الصفحة لكنها أبت إلا أن تكون واقعهم اليومي، حاولوا أن يكون نجاحهم من نجاح الجميع لكن البعض أبوا إلا أن يهمشوهم حتى استقر في نفوسهم شعور التهميش المتعمد ما بين لا أعطيك التقدير المستحق رغم أني آخذ منك الكثير والكثير، لن تسمع إطراء ولن تسمع شكرا بل البعض يجعلونهم تحت ضغط الأخطاء واللوم المستمر المتعمد، الحرب بين الزملاء لا تصنع نجاحا ولا تعطي تفوقاً، بل الأثر الجميل والطيب والتعامل الحسن في هذا المجال وكل مجال هو من يصنع نجاحاً مستمراً وتنافس شريف مشروع بحيث لا أؤذي أحد كما لا أحب أن يؤذيني أحد، استقالوا وابتعدوا لكن مثل هؤلاء ينبغي الاستفادة من خبراتهم سنين طويلة سطروا بها نجاحاتهم العملية، رسالة قالوها من القلب ويقولها لسان حال الكثير في كل مجال ممن يمرون بنفس تلك التجارب والحروب الباردة من قبل البعض، الرسالة تقول عندما تُشعر كل من حولك في مجال عملك بالتقدير ستكون بيئة حب وتعاون واحترام وتقدير ونجاح وإنجاز متبادل يحسب للجميع، أثرك هو الذي سيبقى واختر لنفسك موضعا هل ترغب بأن كل من يراك ويتذكرك يدعو لك بخير أو يدعو عليك؟ وقيل: فَلا تَحتَقِر عالَماً أَنتَ فيهِ .. وَلا تَجحَدِ الآخَرَ المُنتَظَر وَخُذ لَكَ زادَينِ مِن سيرَةٍ .. وَمِن عَمَلٍ صالِحٍ يُدَّخَر وَكُن في الطَريقِ عَفيفَ الخُطا .. شَريفَ السَماعِ كَريمَ النَظَر وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ .. يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر