11 سبتمبر 2025
تسجيلكتب الوليد بن عبدالملك إلى الحجاج بن يوسف يأمره أن يكتب إليه بسيرته، فكتب إليه: إني أيقظتُ رأيي وأنمتُ هواي، فأدنيت السيد المطاع في قومه، ووليت المجرِّب الحازم في أمره، وقلّدت الخراج الموفِّر لأمانته، وقسمت لكل خصم من نفسي قسماً أُعطيه حظاً من لطيف عنايتي ونظري، وصرفتُ السيف الى المتهم المسيء، والثواب إلى المحسن البريء، فخاف المريبُ صولة العقاب، وتمسك المحسن بحظه من الثواب. ووصف بعض الملوك سياسته فقال: لم أهزل في وعد ولا وعيد، ولا أمر ولا نهي، ولاعاقبت للغضب، ووليت الأكفاء، وأجرت وكافأت من يحسن، وأودعت القلوب هيبة لم يَشبها بُغض، وودّاً لم تَشُبْه جرأة، وأعفو وأصفح لمن ظهر لي صلاحه وتغيرت أحواله. وكتب أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه لما ولي الخلافة إلى أبي الحسن البصري أن يكتب إليه صفة الإمام العادل فكتب إليه: اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل، وقصد كل جائر، وصلاح كل فاسد، وقوة كل ضعيف، ونصيف كل مظلوم، ومفزع كل ملهوف، والإمام العادل كالأب الحاني على ولده، يسعى لهم صغاراً ويعلمهم كباراً، يكتسب لهم في حياته، ويدخر لهم بعد مماته، وهو كالقلب بين الجوارح، تصلح الجوارح بصلاحه وتفسد بفساده، وهو القائم بين الله وبين عباده، يسمع كلام الله ويُسْمِعُهم، وينظر إلى الله ويُريهم، وينقاد إلى الله ويقُودهم، واذكر أن الله أنزل الحدود ليزجُر بها عن الخبائث والفواحش، ولا تسلّط المستكبرين على المستضعفين، فإنهم لا يرقُبون في مؤمن العهد ولا ذِمّة، فتبوء بأوزارك وأوزار مع أوزارك، وتحمل أثقالاً مع أثقالك، ولا يغرنَّك الذين يتنعمون بما فيه بؤسك، ويأكلون الطيبات في دنياهم بإذهاب طيباتك في آخرتك، ولا تنظرنّ إلى قدرتك اليوم، ولكن انظر إلى قدرتك غداً وأنت موقوف بين يدي الله تعالى في مجمع الملائكة والنبيين والمرسلين، وقد (وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَىِّ ٱلْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا). وأجمل رسالة هي قول سيد الخلق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: مَن ولَّاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ من أمْرِ المُسلِمينَ شَيئًا، فأرادَ به خَيرًا، جَعَلَ له وَزيرَ صِدقٍ؛ فإنْ نَسِيَ ذَكَّرَه، وإنْ ذَكَرَ أعانَه. وقيل: نظرت بنور الله في كل غامض.. بعيد المدى حتَّى عرفت الحقائقا يسرّ بها من كانَ بالله مؤمناً.. ويكبت فيها ملحداً ومنافقا جزيت جزاء الخير عن أهل بلدةٍ.. ببأسك تكفيها الخطوب الطوارقا غَرَسْت من الإحسان فينا أيادياً.. فأنْبَتْنَ بالذكر الجميل حدائقا وفيما أراك الله إصلاح شأنها.. سَدَدْتَ على أهل الفساد الطرائقا