12 سبتمبر 2025

تسجيل

الدين والأدب الصالح لا يفنيان

03 أكتوبر 2022

دَعَا الدَّاعِي فَلَبَّيْنَا نِدَاهُ قيل إن مالك بن دينار سُئلَ يوماً عن سبب توبته؟ فقال: كنت شرطيا وكنت منهمكا على شرب الخمر، وكانت لي بنتاً فشغفت بها، وألفتني وألفتها فكنت إذا وضعت المسكر بين يدي جاءت إلى وتوقعه على ثوبي، فلما تم لها سنتان ماتت، فأكمدني حزنها، فلما كانت ليلة الجمعة بت ثملاً من الخمر ولم أصل العشاء، فرأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت، ونفخ في الصور، وحشر الخلائق وأنا معهم، فسمعت حساً من ورائي، فالتفت فإذا تنين أعظم ما يكون قد فتح فاه مسرعاً نحوي، فمررت بين يديه هارباً مرعوباً، فمررت في طريقي بشيخ نقي الثوب طيب الرائحة فسلمت عليه فرد السلام، فقلت: أيها الشيخ أجرني من هذا التنين أجارك الله، فبكى الشيخ وقال لي:أنا ضعيف وهذا أقوى مني وما أقدر عليه، ولكن مر وأسرع فلعل الله أن يتيح لك ما ينجيك منه، فوليت هارباً فصعدت على شُرُف من شرف القيامة، فأشرفت على طبقات النيران، فنظرت الى هولها، وكدت أهوى فيها من فزع التنين، فصاح بي صائح: ارجع فلست من أهلها، فاطمأننت إلى قوله ورجع التنين في طلبي، فأتيت الشيخ فقلت: يا شيخ سألتك أن تجيرني فلم تفعل، فبكى الشيخ وقال: أنا ضعيف ولكن سر الى هذا الجبل فإن فيه ودائع المسلمين، فإن كان لك وديعة فستنصرك، قال: فنظرت إلى جبل مستدير من فضة، ووليت هارباً إليه والتنين ورائي، حتى اقتربت منه صاح بعض الملائكة: ارفعوا الستور فلعل لهذا البائس فيكم وديعة تجيره من عدوه، فإذا الستور رفعت فرأيت أطفالاً بوجوه كالأقمار، واقترب التنين مني فتحيرت في أمري، فصاح بعض الأطفال: ويحكم، أشرفوا وإذا بابنتي التي ماتت قد أشرفت علي معهم، فلما رأتني بكت وقالت: أبي والله، فمثلت بين يدي، فمدت يدها الشمال الى يدي اليمين فتعلقت بها ومدت يدها اليمنى إلى التنين فولى هارباً، ثم أجلستني وقعدت في حجري وضربت يدها اليمنى إلى لحيتي وقالت: يا أبت ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ فبكيت وقلت: يا بنية أخبريني عن التنين الذي أراد أن يهلكني، قالت: ذلك عملك السوء قويته فأراد أن يغرقك، قلت فأخبريني عن الشيخ الذي مررت به في طريقي، فقالت: يا أبت ذلك عملك الصالح أضعفته حتى لم يكن له طاقة بعملك السوء، فقلت: أي بنية! وماذا تصنعون في هذا الجبل؟ قالت: نحن أطفال المسلمين قد أسكنا فيه إلى أن تقوم الساعة ننتظركم تقدمون علينا فنشفع لكم، فقال مالك: فانتبهت فزعاً وتركت المسكر وكسرت الآنية وتبت إلى الله وكان هذا سبب توبتي. رسالتي إننا بشر نصيب ونخطئ نذنب ونستغفر علينا أن لا نقسوا على أنفسنا ونكابر ونستمر بأخطائنا، في كل يوم لدينا فرصة لأن نتغير ونصلح وندعوا للخير لنا ولغيرنا، نترك ما يجب علينا تركه، ونقبل على ما ينفعنا في الدنيا والآخرة، نستمع ونُسمع وننصح ونتقبل النصح، لسنا كاملين ولكننا مجتهدون وعندما تأتيك النصيحة من أي أحد عليك أن تستمع إليها دون أن ترد عليه بسوء، لأن رسول اللهﷺ قال: « إنَّ أبغضَ الكلامِ إلى اللَّهِ أن يقولَ الرَّجلُ للرَّجلِ: اتَّقِ اللَّهَ، فيقولُ عليكَ نفسَكَ «. وقيل: دَعَا الدَّاعِي فَلَبَّيْنَا نِدَاهُ تَتُوقُ نُفُوسُنَا لِسَنَا هُدَاهُ فَيَا عَبْدًا يَضِيقُ بِكُلِّ إِثْمٍ. وَيَرْجُو اللَّهَ تَسْدِيدًا خُطَاهُ تَقَدَّمْ نَحْوَ بَابِ اللَّهِ تَظْفَرْ. بِتَرْحَابٍ تُرَدِّدُهُ سَمَاهُ