01 نوفمبر 2025

تسجيل

تفاصيل لوحة لم تكتمل!

11 أغسطس 2022

* الحياة بحركتها ليل ونهار.. وعبر فصولها ومناخها وتقلباتها، وأيامها وظروفها لا تمنح وتعطي الإنسان كل ما يتمنى لأنه يتمنى ذلك الأمر، ولأنه يريده، ولأن ذلك الأمر سكن روحه وسيطر على فكره وشغل باله، ويومه وزار أحلامه ويريد ذلك أن يكون. * الحياة كريمة معطاءة في أوقات، وبخيلة المنح والعطاء في أوقات يصل بها الأمر لتكون شحيحة في منح ما نريد، تعلمنا معنى الصبر ومعنى الانتظار ومعنى أن نتذوق طعم الحرمان ومعنى عدم كمال الاشياء!. * سهل جداً أن ندون قائمة من الأهداف والأمنيات والأحلام والطلبات ما بين قريبة التحقق والوجود وكأنها لنا ومعنا ومتحققة أجلا وحالا، وما بين بعيدة المدى بين عقبات وشروطاً، وصعوبة تعبير وتصريح لتكون استحقاقاً لنا وقريبة منا. * أيام وشهور عام جديد كأنه بالأمس القريب بدا بذكرياته ومشاعره وناسه، وجوه معنا ووجوه غادرتنا، ووجوه نتذكر تفاصيلها ونبرة صوتها، ووجوه رغم وجودها إلا أننا نرفض أن نجعل لها ذاكرة في عقولنا!. * لا نرى ونتأمل في الوجوه ملامحها وجمالها وتفاصيل تميزت بها، وإنما نتأمل انعكاس جمال ونقاء الروح الذي سكن الملامح والسكنات، ليخبر أن الجمال فكر وعمق ورقي روح لملامح وتعامل لا يمكن لمشرط جراح تجميل أن يجمل ملامح روح بعيدة كل البعد عن معاني الجمال ومفرداته ومقوماته. ولا ننصت لكلمات وجمل وحروف تقال وضحكات تكون، وإنما ننصت لما وراء تلك الكلمات من جمال وجمل لم تنطق وتقال ولكننا أدركنا بعمق فكر وانصاف لمعاني مفرداتها. * قد نجعل معيار اختيار الصديق معيار ما يقدمه من فائدة بقربه ومعرفته، وقد تنتهي العلاقة والتواصل إن وجدنا من يقدم لنا منافع أكبر، متى كان ذلك؛ كانت علاقة مصالح ووصول تنتهي بانتهاء المصلحة وتنتفي معها معنى الصاحب والصديق الصدوق!. * معيار الصديق والصاحب والرفيق الروحي قبل التواجد المكاني والمنفعة من كان قربهم راحة الروح، وسعادة للفكر، وسكينة للقلب، حتى بمجرد تذكر أسماءهم وحوار معهم، وقراءة رسائل منهم، وموقف نبيل صدر عنهم. هؤلاء من نجعلهم الأقرب للروح والفكر والقلب وإن باعد المكان وقل اللقاء والحوار. * عندما تجد من البشر من يسأل عنك ويفتقدك ويشتاق إليك بكل أشكال التواصل والسؤال. لا لشيء إلا لذاتك وروحك. تيقن أن هؤلاء أصحاب القلوب البيضاء هم الباقون معك، وإن كثر حولك أشباه الأصحاب وأصحاب الأقنعة!. * آخر جرة قلم: أوقات نتألم ونحزن ونبكي، عندما تجري الظروف عكس ما نتوقع ونريد! نحزن لصورة رسمنا ملامحها وتفاصيلها وشخوصها ومظاهرها بألوان أضفت جمالا وسعادة لأيامنا. نحزن لظروف حالت دون استكمال اللوحة لرحيل وغياب شخوص كانوا فيها!. لنترك الريشة جانباً وتجف الألوان رغم دمجها. انتظاراً لعودة من سيعود إليها بتفاصيل تسعدنا. الحياة نظنها قاسية وقد تكون كذلك إلا أنها تُعلم وتَعلم بتدبير رب الكون والحياة ما لا نعلم. فهي وإن بدأت قاسية إلا أنها تحمل الخير والجمال والرحمة لمجهول وقادم فرح وقرار وبشرى إلينا. فقط لنتفاءل ونحسن الظن وننتظر. ‏Tw:@salwaalmulla