11 سبتمبر 2025

تسجيل

روح لم تعرف القدر

11 أغسطس 2021

روح لم تعرف القدر، وعندما تعيش بنظرات لا تؤمن بها، فهذا لن يصنع منك شيئاً ولن يجعلك تؤمن بكل شيء فيك، سترى كل شيء فيك يذبل دون أن تدرك سبب ذلك، وتجد كل جزء فيك ينزف ولا تعرف أين مصدر النزيف؟ وهذه حقيقة عندما تهرب منها ستجدها في قلبك وأنفاسك وروحك ولن تجد مفراً منها، لأنها ستكون قدرك، والغيرة لن تصنع منك شيئاً، ولن تجعلك تقف على القمة، ولن تجعلك تصل لقلوب البشر، ولن تصنع منك عظيما، ولن تكتب لك تاريخا تفخر به، ولن تجعل لك بصمة لا تموت بموتك، فهي ستدمرك وتقضي عليك، بل هي يسهل عليها أن تدمرك، لأنها شعور يرفض وجودك في الحياة، ويرفض الإيمان بمواهبك وبقدرتك على النجاح في الحياة، فهي العدو الذي لا تدركه ولا تعرف أين تكمن نهايته؟ وما هي نقاط ضعفه؟ والبعض قضت عليه قبل أن يقضي عليه عدوه، وعندما نتحدث عن الغيرة فهي شعور برفضك لكل ما خلقه الله لك، ورفضك لكل شيء فيك، وإيمانك بأنك لن تكون شيئاً، نعم هذه حقيقة فأنت لا تقبل بما كتبه الله لك، وهذا ترفضه جميع الديانات، فأنت ترى أن الجميع أفضل منك حتى وإن كنت أفضل منهم فأنت تراهم أفضل منك، وأنت بذلك تظلم نفسك وتقلل من قيمتها، نعم وكأنك تقتل نفسك ببطء شديد، وأنت لا تدرك ذلك، وبذلك تجعل من يكرهك ويريد أن يدمرك لا يحتاج للسلاح ليدمرك به فأنت من تدمر نفسك بنفسك، وبذلك تسهل الوصول لنهايتك دون بذل جهد منهم، وعندما تثق بأن الكمال لن يصنع منك شيئاً، فأنت جمال روحك هو من يصنعك، ولذلك عندما تدرك ذلك لن تشعر بهذا الشعور مرة أخرى، وعندما ترى ما لدى الغير لا يؤثر عليك ولا يدفعك للحزن مهما كان لديهم، فأنت بذلك تصل لبداية النجاح وتقف على أول خطوة له، وتثق بأن خالق الكون لا يُظلم معه أحد مهما كان دينه، حتى وإن كان لا يعبده، فهو عادل وهذه من صفاته جل جلاله، وذلك سيدفعك أن تتخلص منها ولا تسيطر عليك مرة أخرى، ولن يكون لها أثر سلبي في حياتك، لم نخلق لكي نتعذب، ولم نخلق لكي نظلم، بل خلقنا مالك يوم الدين الله -جل جلاله- عظيم، ونحن لا نستطيع أن ندرك كم نعمه لكثرتها.. نعم، وهذه حقيقة يجب أن نراها، فكل شيء يفعله له سبب، وهو خالق وأعلم بما فيه الخير لعباده، لذلك عندما تشعر بالغيرة يجب أن تدرك بأنك لا تشكر الله وأنك رافض لما كتبه الله لك، ولذلك حاول أن تبعدها عنك، وتذكر بأن الله لم يخلقنا لكي يعذبنا بل خلقنا لكي نعبده ونشكره وندرك عظمته جل جلاله.