13 سبتمبر 2025

تسجيل

عيون في داخلها الألم

07 سبتمبر 2021

النظارات لن تصنع منك فاشلاً أو ناجحاً، حتى وإن كانت عيون في داخلها ألم يخترقك لكي يجردك من إيمانك بماذا ستكون عليه؟ لماذا نضع أحكاماً مسبقة على أناس لا نعرفهم ولم يسبق أن ربطتنا بهم صداقة أو حديث؟ وكل ذلك يجعلنا نقف في بوابة وكأننا نحن القاضي الذي بيده الحكم، حتى وإن كان قاسياً، وكل ذلك يجعلنا نقف في طريق لم نُخلق له، فنحن لسنا من وضع الأحكام والقوانين في العالم لكي نتهم بها الغير ونحكم عليهم من غير دليل، وحتى إن كان لدينا دليل فهذا ليس من حقنا، كما ورد في الأثر: من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة، وهناك أناس خُلِقوا لكي يعملوا لصالح غيرهم ويدخلوهم الجنة، وبمعنى أوضح أنه أنت تعبد الله ولا تفعل المعاصي ومع ذلك بحديثك عن الغير وذكر أعمالهم السيئة ونشر أحاديث عنهم حتى وإن كانت حقيقية وبذلك أنت تعطيهم حسناتك وإن لم يكن لديك حسنات ستأخذ أعمالهم السيئة وتحسب لك، نحن لسنا الله لكي نضع أحكاماً ونحزن الغير ونعذبهم بحديثنا عنهم، لأنهم سلكوا طريق الخطأ ونتعامل مع الغير بعنصرية فقط لأنهم ليسوا من ديننا، فهذا خطأ كبير، ويجب أن نخرج من هذه الدائرة لكي ندخل الجنة ولكي لا نخسر الآخرة وهي دار البقاء، والبعض سيقول إن الله أمر بعدم الصمت عن المعاصي ومحاربتها، ولكن محاربتها ليست بفقدانك لذاتك ودينك، والرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يشتم ويسب من حاربوه في رسالته التي أمره الله بها، بل قال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء، فهو تمسك بالرسالة التي أمره الله بها ومع ذلك طبقها وهو متمسك بأخلاقه، فما يفعله البعض هو بعيد عما فعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو يحترم الجميع مهما اختلف دينهم وهو من أرسل رسالة لملك الحبشة وهو مسيحي وقال في الرسالة إنه ملك عادل ووثق فيه وأرسل له بعض المسلمين، وهذا يدل إنه ليس لديه عنصرية في الدين، وهو عظيم بأخلاقه وما أوصله لقلوب الجميع وجعلهم يدخلون في الإسلام أخلاقه: ما من شيءٍ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ من خُلقٍ حسنٍ وإنَّ اللهَ يُبغضُ الفاحشَ البذيءَ، وهذا ما يجب على الجميع تطبيقه، والكثير اخترع وسن العنصرية مع هم من غير دينه وقبل أن تنطق الشهادة وتمثل هذا الدين العظيم طبق ما ورد في السنة النبوية، وما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم، والله لو الجميع كان يطبق ما يفعله لكان كل من على وجه الأرض آمن به، فالمشكلة فينا نحن من تجاهلنا ما به وخلقنا فيه عنصرية لم تكن فيه ولذلك لا تضع التهم على أحد ولا تحاسب أحداً بمجرد أنه سلك طريق مختلف عنك وعن دينك فأنت لست الله لكي تحاسب البشر، وتذكر أن هناك من يخسر الجنة بسبب هذه الأفعال وثق بأن الله هو المسؤول عن ذلك وليس أنت.