10 سبتمبر 2025

تسجيل

الوحــدة مطلـوبــة والحقـوق مكفـولـة

11 أغسطس 2021

أعجب من الذين لا يزالون يحاولون إيجاد شرخ في الصف الوطني الواحد ومحاولات شقه في أول تجربة للمشاركة الشعبية لنا حُددت بآلية معينة وقانون يخضع لشروط واضحة ومبينة ومعلن عنها، قبل التسجيل في قيد الناخبين للترشيح والتصويت لاختيار أعضاء مجلس الشورى القطري بحلته الجديدة وغير التابعة لفئة معينة من أفراد الشعب، أو محصورا على إحداها أو ممنوعا على أخرى. فنحن نؤمن بقيادتنا التي أعطت ثقتها في أصول تشريع القوانين وفق تعاليم ديننا الحنيف، ونهاية بما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة النابعة هي أيضا من أصول الدين الذي ولد وعاش آباؤنا وأجدادنا عليه وتربينا نحن أيضا نتلقى تعاليمه كمسلمين يتملكهم يقين كامل بأن وحدة الصف هي من ركائز الدولة القوية. ولذا بنينا دولتنا وفق هذا الاعتقاد السليم، فلم يستطع أحد من الخارج أن يسلبنا هذا الإيمان، لأننا كنا على ثقة بأن ما يمكن أن يفرق هذه الصفوف هو الموت الذي لا حول لنا فيه ولا قوة. ومع هذا فإننا كنا سرعان ما نصطف ونجمع الصفوف ونشد من الهمة ما يزول غمة فراق أحدهم من التواجد في هذه اللحمة الوطنية التي ضربنا بها أقوى الدروس وأشدها لا سيما أثناء الأزمة الخليجية التي أشاد العالم بأسره ومن مغربه لمشرقه ومن شماله إلى جنوبه على وقوف المواطنين والمقيمين معا صفاً واحداً حول قيادتهم الرشيدة، وتمسكهم الثابت بأرضهم ومقدراتهم. وإن ما يأتي على قطر يجب أن يمر أولا من خلال أرواحهم وأموالهم وأغلى ما يملكونه، ولذا لم يتخيل أحد أن هذه الروح يمكن أن يكسرها أي شيء مادام أقوى وأعظم شيء كان يمكن أن يقتلها مر عليها مرور الكرام وكأن لم يكن بحمد الله وفضله أولاً. اليوم نحن أمام تحدٍ آخر، ولكن في الداخل، فإما أن نستجمع صفوفنا لإنجاحه وفق الخطة المعمولة له أو أن نضرب بيد من حديد كل مَنْ تسول له نفسه الإضرار بهذا النجاح الذي نأمله، أو محاولة زعزعة الصفوف التي اجتمعت يوما مهنئة ومباركة بانتخابات مجلس الشورى الخاضعة تماما لقانون وشروط محددة وفق ما يجب أن يقوم عليه هذا المجلس الذي سوف يعلن عنه في دولة قانون وليس دولة يمكن أن تنتشر فيها الغوغائية في كل شيء، ومن له حق سوف يناله بقوة القانون والحقوق التي يتساوى بها المواطنون أمام واجباتهم أيضا، ويجب أن نسد باباً قبل أن يواربه البعض ويسمح بدخول من يسعده شقاق القطريين، حتى وإن كان بنسبة 1%، لأن لدينا قيادة تعي جيدا تطلعات شعبها نحو هذه المرحلة التي تشهد انتخابات حرة وتصويتاً حراً وترشيحاً مكفولاً للجميع من أبناء هذا الوطن، وليس لديها أي تمييز في إعطاء المناصب للجميع ممن يثبت نفسه ومقدرته على خدمة البلاد والعباد، والشواهد كثر في مجتمعنا، ومن يريد أن ينكر هذه الحقائق فهو ظالم لنفسه قبل أن يكون متجنياً على وطنه وحكومته. وإنني على ثقة كاملة بأن لا خوف على قطر قيادة وشعباً بإذن الله فلدينا من يحرس حقوق أهلها بعد الله، ويكفلها ويضمنها لمستحقيها، ولكن نحتاج لمزيد من التعاضد وقتل فرضية المؤامرة في مهدها، لئلا نسمح لأنفسنا أو لغيرنا بأن يتسلل ما يمكن أن يوسع الهوة ويزيد من الشقاق الذي لن يحدث مادمنا نثق ثقة عمياء بقيادتنا الحكيمة التي وقفت أمام سيل كبير من الأزمات التي تكالبت علينا، وكان هدفها النيل منا ومن أرواحنا وأرضنا وثرواتنا وقيادتنا، لكنها وقفت وقفة رجل صلب شديد المراس قوي الهمة والعزم أمام كل هذا. فهل نشك للحظة واحدة أنها لن تستطيع تهدئة بعض النفوس التي لا أشكك في ولائها وإخلاصها لبلادها، ولكن حرية الانتقاد مكفولة دون تعدٍ ولا تفريط أو إفراط وحمى الله بلادنا وشعبنا وقيادتنا من شر المحبطين وسوء المدبرين. ‏@[email protected] ‏ @ebtesam777