03 أكتوبر 2025
تسجيلفي عشرينيات القرن الماضي، أقنع (تشارلز بونزي) الناس بأهمية الاستثمار في شركته الجديدة، واستطاع بأسلوبه المميز والساحر أن يقنع 18 شخصاً في الشهر الأول، ومع نهاية الشهر وزع عليهم أرباحاً مجزية، فقام كل واحد منهم بزيادة مبلغ الاستثمار، وأبلغ أصدقاءه وعائلته، ومع الوقت اصطف في طوابير طويلة المتهافتون للربح يحاولون إقناع بونزي بأن يأخذ منهم أموالهم ليستثمرها، وكان يوافق بعد إلحاحهم. ولكن الأرباح المستمرة وغير المعقولة أثارت الكثير من التساؤلات، فانطلقت التحقيقات، ليكتشفوا بأن ما كان يقوم به بونزي هو أنه كان يجمع هذه المبالغ الضخمة بشكل مستمر من الطامعين في الربح، ويوزع منها على البقية مبالغ صغيرة على أنها أرباح، ويحتفظ هو بالباقي. فلو كان مثلاً يستقبل 100 ألف دولار كاستثمارات جديدة، فهو يوزع منها 40 ألف دولار كأرباح، ويتحفظ بالباقي لنفسه. وبالرغم من انقضاء حوالي 100 عام على هذه الحيلة والتي سميت بمخطط بونزي، وبالرغم من معرفة خبراء المال والاقتصاد بها، إلا أنها لا تزال تنطلي على الكثيرين. ولعل أكبر المحتالين هو (برنارد مادوف)، الذي استمر لمدة 40 سنة وهو يحتال على كبار البنوك والمستثمرين، ويقنعهم بأنه يدير صندوقا استثماريا في الأسهم، واستولى على أكثر من 50 مليار دولار. وانفضح أمره في 2008 عندما لم يتمكن من إعادة المبالغ لأصحابها، واعترف لأبنائه بأن ثراءهم كان بسبب احتياله، ولكن أبناءه لم يستطيعوا تحمل العار، فسلموا أبيهم للشرطة، وحكم عليه بالسجن لمدة 150 عاماً، وتوفي في سجنه في ابريل 2021. ستبقى مثل هذه الحيل طالما زاد طمع وجشع الناس، فالمحتال لا يخاطب عقول ضحاياه، بل يخاطب طمعهم وجشعهم وسعيهم للثراء بطريقة سهلة وسريعة، وهو ما لا يقبله العقل، ولكن يتمناه القلب. @khalid606