07 أكتوبر 2025
تسجيلالمجتمع الصحيح المعافى، يتنادى أفراده لإقرار الصحيح السليم، وإنكار القبيح السقيم، وهذا ـ بحمد الله ـ ما يميز مجتمعنا القطري المسلم، الذي وقف بحزم رافضا ومنددا ما تم بثه مؤخرا عبر قناة (بي جونيور) التابعة لشبكة (بي إن سبورت)، من مشاهد كرتونية تروج للشذوذ وزواج المثليين، والمصيبة الكبرى أنها قناة منسوبة لبرامج الأطفال. أطفالنا الأعزاء فلذات أكبادنا، أمانة في أعناقنا، وهم يتلقون عبر محيطهم الأسري جملة من القيم والأخلاق الحميدة، التي نحرص كثيرا على حمايتهم من خلالها من كافة عوامل الفساد والانحراف. ثم تأتي تلك البرامج والمضامين المنحطة، فتهدم ما بنيناه في أعوام، بفعل توظيفها لوسائل التأثير وتغيير السلوك، وتطبعهم بطابع غريب مستهجن، يشوه أفكارهم ويدفعهم نحو ممارسات منحلة ويسلب براءتهم ويصيبهم بصدمة نفسية بالغة التأثير. ما نزال نستنكر استمرار جلب وعرض برامج ومواد إعلامية مستوردة، موجهة للاطفال تمرر وتكرر بعدة أساليب، عبر قنواتنا المرئية، تحوي مضامين سيئة وإيحاءات رمزية وصريحة، مخلة وخادشة للحياء يخجل الكبار من التحديق فيها، فما بالكم بأحبتنا الصغار حين تستدرجهم للوقوع في حبائلها وشحن أفكارهم ونفوسهم بمحتواها المفسد الضار!. ولنا أن نتساءل: أين كان المسؤولون عن شراء المادة المذكورة، وأين المعنيون في أقسام الرقابة عن التأكد من سلامة المحتوى قبل الموافقة على بثه عبر قناة يفترض أنها مخصصة للأطفال، فضلا عن إدارة القناة ومشغليها؟!. وهل يقتصر دورهم على رصد موازنات ضخمة تصرف على شراء المواد المعروضة وتعريب المسميات وترجمة الحوار واختيار أوقات البث، ناهيكم عن عرض المادة كما وردت في نسختها الأجنبية ؟!. والذين يحتجون أن المادة منقولة عن قناة أجنبية، حجتهم داحضة ومرفوضة، فكان الأولى رفض المحتوى ما دام يخالف عقيدتنا وأخلاقنا وثوابتنا الراسخة المنصوص عليها شرعا وعرفا وقانونا، قبل الموافقة على استيراده وبثه عندنا. وأين نحن من تراثنا وهويتنا وكنوزنا الثقافية الزاخرة، كي نصنع وننتج برامج ومواد إعلامية نافعة ومسلية ومأمونة العواقب و(كلكم راع ومسؤول عن رعيته)، وسوف نقف بين يدي الله عز وجل ويسألنا عما جعلنا مؤتمنين عليه. وإن كل من يحاول تبرئة ساحة المخطئين يعتبر شريكا لهم في ذلك الفعل، لأن ما حدث من تجاوز خطير في حق أطفالنا الأعزاء أمر يصعب تجاوزه والتغاضي عنه، ويجب إجراء تحقيق شامل يكفل ردع المخالفين، ومنع تكرار تلك التجاوزات في المستقبل تحت أي ذريعة، على أن يتم إطلاع الرأي العام بنتائج ذلك التحقيق. ◄ حديث شريف: قال صلى الله عليه وسلم (لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم). [email protected]