07 أكتوبر 2025

تسجيل

آن للبلطجة ولغة الترهيب أن تتوقّف

11 أغسطس 2020

ما كشفته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب "رفض بشدة" مقترح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بغزو قطر عام 2017، الذي تقول تفاصيله إن الملك سلمان أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس ترامب ورفض الأخير بشدة مقترحه لغزو قطر، وأن الولايات المتحدة طلبت على الفور من دولة الكويت التوسط لحل الأزمة داخل حدود مجلس التعاون الخليجي. هذا الخبر ليس بجديد على كل متابع للأزمة الخليجية، فبعد افتعال الأزمة من قبل دول الحصار والبدء في حصار قطر في الخامس من يونيو 2017، بذل أمير الكويت جهوداً مضنية في سبيل حلها، وأجرى مباحثاته المكوكية التي لم تتوقف بين عواصم الدول الخليجية وبعدها بـ 3 شهور وبالتحديد في الثامن من سبتمبر 2017 وأثناء مؤتمر صحفي جمعه بالرئيس ترامب في واشنطن كشف المستور وأعلن أن ما يهم هو "إيقاف العمل العسكري" وهو ما يعد أمراً خطيراً للغاية ويعد آخر مسمار في نعش مجلس التعاون الخليجي الذي لم يدر في الحسبان أن تتآمر 3 دول من أعضائه بالتعاون مع مصر ضد دولة مستقلة ذات سيادة من خلال اجتياح عسكري بربري لا مبرر له إطلاقاً!. نتذكّر جيداً وقع هذا التصريح الكاشف الفاضح الذي أدلى به أمير الكويت، الأمر الذي أجبر دول الحصار على إصدار بيان مشترك قالت فيه إنها "تأسف على ما قاله أمير الكويت عن نجاح الوساطة بوقف التدخل العسكري"، مؤكدة أن "الخيار العسكري لم ولن يكون مطروحاً بأي حال، وأن الأزمة مع قطر ليست خلافاً خليجياً فحسب، لكنها مع عديد من الدول العربية والإسلامية“، وحينها أيقنت قطر أن فشل قيامهم بغزوها جعلهم يتخبطون ويتلكؤون في الاستجابة لأية وساطة تهدف إلى حل هذه الأزمة!. ولعله من الواضح أن لتوقيت نشر تصريح الرئيس الأمريكي حول الأزمة الخليجية وقيامه برفض طلب الملك سلمان بغزو قطر علاقة بالانتخابات الأمريكية وشعبيته وفرص فوزه بولاية رئاسية ثانية بعد الفضائح المتتالية للسعودية وعلاقتها المباشرة باغتيال جمال خاشقجي، وكذلك محاولة اغتيال سعد الجبري، وكشفه عن معارضته ورفضه لبعض السياسات التي تتبعها السعودية في اعتقاده أنه يُكسبه دعماً في سباق الوصول إلى البيت الأبيض في ظل تقدم منافسه بايدن عليه في عدد من الولايات التي تُحسب للحزب الجمهوري. ولا ريب أنه لا خلاص للسعودية على وجه الخصوص والخليج بشكل عام من مستنقع الأزمات والتخبط الذي تعيشه إلا بصلاح الحال فيها، فهي أكبر دوله وعمودها الفقري الذي لطالما كانت مركز ثقل واستقرار للمنطقة، نراها الآن للأسف تُدار بعقلية "بلطجية" و"صبيانية" لا تكترث لسمعتها ولا لإرثها الديني والسياسي الذي جعلها قبل سنوات محل ثقة واعتزاز وتقدير وجامعة للفرقاء ورابطة للأخوة، كل هذه المكتسبات ضيعها ملكها وولي عهده في بضع سنين حتى أصبحت أذناً صاغية ويداً داعمة وروحاً متآلفة مع كل نفس شريرة وخبيثة تحيك للخليج وللأمة المكائد والغدر حتى تصل لمبتغاها ونواياها الخسيسة!. فاصلة أخيرة تخيلوا معي لو أن الحال يتغيّر في السعودية ويحكمها حاكم عادل وعاقل يخاف الله في شعبه وأمته؛ كيف سيكون الحال؟! ستنتهي حرب اليمن وسيُرفع الحصار عن قطر وستعرف الجارة المارقة رأس الشر قدرها الحقيقي وستقف عن حدها الطبيعي، وستكون المملكة كما كانت مركز الثُقل وعاصمة القرار العربي، وستُقطع أيدي الفاسدين وتتوقّف "حنفية" هدر المليارات على المبتزين والسفهاء دُعاة الترفيه والانحلال. [email protected]