12 أكتوبر 2025
تسجيلللسنة الثالثة والقلوب تهوى إلى ذلك المكان المقدس وهي محرومة أن تؤدي مناسكها في أيام مباركة ،أيام شهدت أعظم الحوادث والمعجزات ،وأماكن مقدسة لها في القلوب مواقع لن تزيلها أكبر الحصارات ولا المقاطعات ووقعت بها أكبر الغزوات التي غيرت مسرى التاريخ . نعم تمر السنة الثالثة للحصار الغاشم والمفترى علينا وتدمع العيون وتتقطع القلوب وهي ترى أفواج الحجاج يتوافدون على الأماكن المقدسة ويؤدون مناسكهم ويطوفون بالبيت العتيق ،وتهف الذكريات الجميلة التي قضيناها في تلك الربوع المقدسة وتتراءى أمام أعيننا ذلك الاستعداد لتلك الرحلة المباركة ، كل هذا نعاني منه ونغمض عيوننا في الليل بأمل جديد بأن تفرج الأزمة وتعود العقول إلى رؤوس من كل كالسيف المسلط والبوق الشيطاني الذي أمر بهذا الحصار وحرمان أهل قطر ومقيميها من التمتع بأيام الله المباركة ، وهم يعتقدون أن كل هذا سيفت في عضد قطر وقيادتها وشعبها وستصاب بالضعف والخنوع لمطالبهم الجائرة التي لم يشهد التاريخ مثلها في الخسة والنذالة والقلب الأسود الحسود التي كان يأمل الاستيلاء على خيرات ومقدرات قطر ويجعلها تابعة له خانعة، ولكن ظلت وستظل قطر صامدة باقية على الحق مما اتهمت بالباطل وشهد بذلك العالم كله الذي أوثق علاقاته بقطر وقضى على الهدف الخسيس الذي كان وراء هذا الحصار . نعم نحن إلى الديار المقدسة وتهوى القلوب إلى الحج والعمرة ولكن الله عز وجل جعل الحج فريضة (لمن استطاع إليه سبيلا) ونحن وقفت في وجوهنا وسبيلنا الكثير من العقبات . فلا سفارة تعنى بالحجاج ولا حملات تنظم هؤلاء الحجاج وتهيئ لهم الإمكانيات التي تعينهم على أداء الفريضة ولا طريق ممهد يمكن أن نصل إلى هناك بيسر وسهولة ولا وسيلة تعمل على المساعدة بالإنفاق ولا ترحيب بنا على أي مستوى إلا تلك الادعاءات أن حكومتنا هي التي تمنعنا وأن حجاج قطر مرحب بهم ، من أجل تبييض وجوههم السوداء أمام العالم الذي أدرك مدى وحشيتهم وانتهاكهم لحقوق الإنسان في بلادهم وأي دولة أخرى ، وما هذا التعنت في السماح لأهل قطر بالحج والعمرة إلا انتهاك صارخ لحقوق الراغبين بالحج والعمرة من أهل قطر ومقيميها ، ولكن تدور الأيام ولن يستطيعوا النيل من صمود ومقدرات قطر التي أثبتت للعالم أنها أقوى من الحصار بإيمانها بالله تعالى وقدرة قيادتها وتلاحم شعبها ، والله عز وجل سيتقبل من كل من نوى الحج والعمرة بإذن الله . [email protected]