16 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس القريب تسلمت البلاد قيادة شابة سلمها لها سمو الأمير الوالد حفظه الله وهو مدرك غاية الإدراك أنها سلمت لأيدٍ أمينة قادرة على تحمل المسؤولية وعبء نهضة الوطن وخدمته والدفاع عنه ضد أي معتد، لأنه قد قام على تربيته وتعليمه ودربه لسنوات استطاع أن يشعر بعدها أنه قد حان الوقت لأن يكون خير خلف لخير سلف بعد أن أحسن تأهيله لهذه المهمة السامية. وأدرك صاحب السمو الأمير المفدى أهمية تسليم الشباب أمور البلاد وأعطاهم الفرصة لإثبات وجودهم، خاصة في أدق الأعمال التي تهم مستقبل هذا الوطن الغالي، فكان مجلس الوزراء الموقر من شخصيات شابة واعية حاصلة على أعلى الشهادات العلمية في مجال تخصصها، بالإضافة إلى خبرتها في ذلك المجال لسنوات أهلتها لأن تكون قادرة على استشراف المستقبل وبعد النظر في الكثير من المعطيات التي تهم الوطن. إذن فإن الوقت قد حان لأن يكون الشباب في هذا الوطن هم من يقودون النهضة. نعم إن قطر دولة شابة فيها الكثير من الكفاءات التي مازالت في عز شبابها ولديها الخبرة والدراية التي تمكنها من إدارة الكثير من المؤسسات والإدارات، وقد أثبت شباب قطر الذين هم في مواقع المسؤولية الآن عظم المهمة الملقاة على عاتقهم، وتراهم يجتهدون بكل همة وحب للعمل، وقدرة على العطاء والبذل واضعين نصب أعينهم خدمة هذا الوطن. إن هذا هو وقت الشباب، خاصة الذي يتخرج من الجامعات سواء في الداخل أو الخارج بأن يحصل على الوظيفة المناسبة لتخصصه وبالتالي يقدم له التأهيل المناسب والتدريب على أيدي من كانوا قبله في العمل الذين تكونت لديهم خبرة مناسبة يمكن أن ينقلوها بكل أمانة إلى هؤلاء الشباب ويتشربوا معطيات وضرورات الوظيفة ومن ثم يمكن بعد اختبارهم في العمل وتسليمهم القيادة فيه مما يتيح لهم حسن اتخاذ القرار، وحسن الاختيار وتلمس القصور في مجالات العمل المختلفة بحيث يمكن تلافيها، ومن ثم وضع تصوراتهم الجديدة التي تحصلوا عليها من دراستهم في تخطيط العمل. ولا شك أن هؤلاء الخريجين من الجامعات لديهم حصيلة من المعلومات النظرية التي تحتاج إلى مجال لتطبيقها وتقديم كل ما يمكن أن يطور هذا المجال ويضيف إليه بما تقتضيه المصلحة العامة للعمل، وهذا بالطبع يتطلب مزيدا من الدورات التدريبية وتبادل الخبرات بينهم وبين أقرانهم في الدول المجاورة وفي مجالات العمل المختلفة مما يزيد من خبراتهم ويدعم موقفهم الوظيفي ويعطيهم القدرة على الإبداع ومن ثم الانتاج. ولا يعني هذا أن يكون الاستغناء عن الكفاءات القديمة التي مازالت تعطي وتقدم من خبراتها الكثير، التي أسست القاعدة التي يرتكز عليها العمل الذي بالطبع يحتاج إلى تطوير ونظرة جديدة، كما تقتضيه عملية التطور والتقدم في مجالات العلم والعمل. وهذه الفئة تحتاج للدعم ومن ثم للاحترام والتقدير على ما أعطت طوال عمرها الطويل في العمل، حتى إذا حان تقاعدها شعرت أنها قد قدمت ما لديها وتنتظر الأفضل من غيرها.