09 سبتمبر 2025
تسجيللفت انتباهنا الفترة الماضية ما أعلنته منصات وزارة الداخلية في قطر عن إلقاء القبض على أربعة أشخاص بتهمة إثارة العنصرية والقبلية على إحدى منصات التواصل الاجتماعي والتي في نظري باتت وباءً متأصلا في جميع المجتمعات بسبب انتهاك الأفراد لستر وحقوق الغير ناهيكم عن المهاترات وكمية التفاهة التي أصبحت مصدرا للاسترزاق الرخيص الذي بات دخلا يعيش منه هؤلاء الذين لم يستغلوا هذه المنصات للفائدة بل لإثارة الجدل وعمل ترندات (تسود الوجه) كما فعل هؤلاء الذين اختاروا أسوأ ما يمكن أن يشهر الشخص نفسه من خلاله وهي إثارة ما يمكن أن يخلخل أركان هذا المجتمع القائم على المساواة في حقوقه والاصطفاف في سلم الواجبات والألويات فماذا قصد هؤلاء باختيار هذه الجزئية التي يعاقب عليها القانون والشرع في قيامهم ببث حي طغت عليه لغة المعايرة بالأنساب وذكر الأموات من الأجداد والآباء وأنسابهم وشجرة عائلة كل منهم بأسلوب يفتقر للاحترام ويشوبه الكثير من التعالي والتنابز بالألقاب وكان أبي ومن قبله جدي ؟! لم يستمر مثل هؤلاء على تكرار هذه الأفعال التي نعتبرها مشينة بحقهم وبعائلاتهم ومجتمعهم ووطنهم وقد سبقهم غيرهم وكان مصيرهم السجن والمحاسبة ؟! لم لا تزال هذه الصفة تعظم في نفوس هؤلاء المرضى في وقت يلزم على الجميع الاصطفاف في صفوف أولى أمام ما يمكن أن يهز مجتمعنا والتصدي لكل من تسول له نفسه على إيقاظ فتن قاتل الله من أيقظها ؟! ثم ما هذه التفاهة التي وصلنا لعام 2024 وما زالت تتعملق في قلوب مثل هؤلاء في الوقت الذي يجب أن تتقازم أمامه حتى تكاد لا تُرى ؟! ألم نتعلم في الأزمات أن تكون قبيلتنا قطر يوم اخترنا أن نُهمش أسماءنا وقبائلنا وعائلاتنا وشجرة أنسابنا في الوقت الذي يجب أن يبرز فيه اسم قطر ويتقدم ؟! ألم نتعلم بأن ديننا الذي نزلت آيات وسور تنهى عن التنابز والفخر بالأنساب وتحقير ما يصغرها أصالة وتاريخا هو المصدر الذي قام عليه دستورنا وقانوننا الذي لن يتوانى في الضرب من يد من حديد لكل من يتجرأ على قلقلة أمن البلاد والعباد من خلال النعرات الطائفية والقبلية ؟!. اليوم نقول شكرا لعيون قطر الساهرة التي لم تجعل من هؤلاء عبرة فيما قالوه وتبادلوه من معايرة في اللقب والنسب بل عبرة فيما سوف يتلقونه من عقاب وحساب وسجن وتعزير يجعلهم عبرة لمن يفكر مجرد تفكير بأن الطريق الأسهل للشهرة الزائفة وعمل ترند أفاق تافه هو من خلال التجاوزات المعيبة التي تلحق بأصحابها وهم يُجرون كالخراف إلى ما يستحقونه من مكان محاسبة ومساءلة سوف تطال الجميع وكائنا من كان دون تفريق ما دام هؤلاء المرضى أرادوا الغلو فيما قالوه فليتحملوا غلوا في هذه المساءلة التي لن تمر عليهم مرور الكرام أبدا حتى وإن تعهدوا وعاهدوا أنفسهم إنهم لن يعودوا لمهاتراتهم هذه مرة ثانية ولكن يجب من العقاب أن يدنو منهم ليتعلموا درسا أكبر من مجرد الشعور بمغبة ما ظلوا لساعات يحصدون فيه مشاهدات وتعليقات وانتشار واسع لمقاطعهم المخزية كما حلموا بذلك ولذا عقابهم مدرسة لغيرهم ولكل من يستهين بالعاقبة فيُسيء الأدب ولكل من يستسهل الأمر فيستصغر العقاب ولتبقى (قبيلتنا قطر) حاضرة كما كانت منذ سنوات مضت استشعرنا فيها كم صغرت أسماؤنا وعائلاتنا أمام اسم قطر الذي سوف يظل غاليا على قلوبنا ومقدما على لغة الأنساب فينا مهما حاول الصغار العبث بهذا فنحن أكبر من أن ننسى ماذا يعني اسم قطر لنا دائما.