14 سبتمبر 2025
تسجيلنواصل الحديث حول كتاب «العقلية الصهيونية ولاهوت الإبادة» لمؤلفه/ قتيبة مسلم ثانياً: دور التيار الشيوعي في مواجهة المشروع الكولونيالي الصهيوني تتناول هذه الدراسة الدور الحقيقي للحركة الشيوعية في النضال ضد الصهيونية، ومساهمتها في نشر التوعية الثورية والتحررية، وبث روح المواجهة ورفض الاستسلام، كما تكشف عن التلاعب الذي مارسته الأنظمة الامبريالية المتواطئة في تأليب الجماعات الصغرى -لا سيما دينياً- على بعضها، وذلك لضمان فرقتها، والتغلب من ثم على المنهج الشيوعي الذي يسعى إلى التطور الشامل. تنقسم هذه الدراسة إلى فصلين يتفرع عنهما عدد من المباحث. فيتناول الفصل الأول (التيار الشيوعي: ظروف النشأة والتطور) نشأته وعقباته وتحدياته ومحاولات تعريبه، من أجل إضفاء روح الوطنية في نضاله نحو التحرر، وفرض مبادئ الاشتراكية والمساواة. أما الثاني (عصبة التحرر الوطني) فيتطرق إلى نشأة العصبة ومواصلة العمل الشيوعي الوطني والتقدمي لا سيما بعد النكبة، وكذلك إلى الاهتمام الذي ولاه الحزب الشيوعي الإسرائيلي للقضية الفلسطينية متضمناً «حق الأقلية العربية بالمساواة والمواطنة الفاعلة، وحق عودة اللاجئين». لذا، يتطرق الباحث في مبحث (معاداة الاستعمار) إلى الخطر المتمثل في عدم وضوح أهداف الجانب الفلسطيني أو أدوات تحقيقها، ما يحيل حراكه السياسي إلى عمل فوضوي وعشوائي ومبعثر ومخترق بتأثير ديني أو قبلي أو تعليمي، خلاف التخطيط المحكم لدى الجانب الصهيوني رغم تناقضاته المركزية. ثالثاً: البدو صراع المكان والأيديولوجيا تتناول هذه الدراسة فئة البدو كشريحة اجتماعية لا تنفصل عن بقية الفئات ضمن النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وما تعرضوا له من هجمة استيطانية استهدفت السيطرة على النقب التي كانوا يتملكون أراضيها ويعيشون عليها، حيث كانت النقب تشكّل عقبة نحو الامتداد السكاني والعمراني والأمني والسياحي لدى الصهاينة، وما كان من أصالة ردود أفعالهم التي أظهرت حقيقتهم الوطنية المتكاتفة مع القضية القومية، وفي رفض الانزواء أو الاندماج مع الجماعات العسكرية المحتلة وخططها الاستعمارية. تنقسم هذه الدراسة إلى ثلاثة فصول تتفرع بدورها إلى عدد من المباحث. فيتناول الفصل الأول (صراع البقاء والتحدي) التاريخ الوجودي للبدو في صحراء النقب وملكيتهم العرفية والقانونية للأرض وتجذرهم فيها هوية وأصالة، ومحاولة العدو الصهيوني التوغل بينهم واستمالتهم للعمل كعملاء وتجنيد شبابهم في صفوف جيشه، وفصلهم عن انتمائهم العربي، ومحاولة تمدينهم من أجل السيطرة على أراضيهم التي لها أن تستوعب عشرات الآلاف من المهاجرين اليهود. أما الثاني (تحديات الهوية وصمود المكان) فيتطرق إلى خطة طرد البدو قانونياً من أراضيهم باعتبارهم غزاة وسكّان غير شرعيين، الأمر الذي تطوّر إلى صدام، حَصَر البدو في حدود ما أطلق عليه بالسياج. ويستكمل الثالث (الأرض، القانون، الأيديولوجيا) المشاريع الاستيطانية في النقب ورفض البدو الانسلاخ عن حيزهم الجغرافي وانتمائهم الوطني. وفي مبحث (العراقيب: نموذج للتهويد) الذي تناول الفلسطينيين المغيبين في إسرائيل جراء تحيز الرؤية الصهيونية للمواطن اليهودي على الفلسطيني، والقابع تحت خط الفقر، يستشهد الباحث بالنص التوراتي: «وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً، فلا تستبق منها نسمة ما، بل تحرقها أي (تقتلها) تحريماً للحثيين والأدوميين والكنعانيين والفرزيين والحورتيين واليبويسيين كما أمرك الرب إلهك». رابعاً: النظرة الصهيونية للفلسطينيين العرب تتناول هذه الدراسة حقيقة الصهيونية التي تنعكس بشكل أكبر في الصراع التاريخي بين ممثليها والعرب، وضرورة أخذها بعين الاعتبار في التعاطي اليومي، من أجل إذكاء روح الانتماء الوطني، ومواجهة الصراع بتحدياته القائمة وخططه المستقبلية. تنقسم هذه الدراسة إلى ثلاثة فصول تتفرع بدورها إلى عدد من المباحث. فيتناول الفصل الأول (الاستعلاء والعنصرية) هذا الشعور بالتفوق العرقي الموغل في العقلية الصهيونية والمنعكس في مشروعها الاستيطاني، وفي الربط بين الدين والقومية من أجل خلق أمة من العدم على أنقاض الشعب الفلسطيني، وإقصائه من الحيز الجغرافي والتاريخي والسياسي. أما الثاني (اسقاطات المنفى على الفلسطينيين) فيتناول هذه الإسقاطات ذهنياً وسلوكياً، والتي تبدو أوضح ما تكون في نعت اليهود بها الآخرين، كمحاولة للتعافي النفسي، وإيجاد حيز لممارسة كافة صنوف القمع والظلم والاستبداد وإسقاط صفات «الدونية والشر والفساد والخمول والجهل والكسل» على الفرد الفلسطيني، ومن ثم تفعيل «الموقف الهرتسلي» المؤسس للحركة الصهيونية والمنادي بطرد العرب. ويعرض الثالث (السيطرة العملية: الحلقة العنصرية في نفي الآخر) عدد من الآراء المضطربة لمسؤولين صهاينة تعكس حالة من تطور ميراث الحقد الصهيوني المتأصل، في «نظرة جماعية تحكم الأفراد والمؤسسة» تضمن الوجود الصهيوني على الأرض، الأمر الذي يخلص إلى استمرار الصراع قائماً بين «شعب بلا مقومات أو أصول» و «شعب جذري وأصلاني». يقول الباحث في مبحث (عقدة التفوق وظلم الذات) عن مراهنة الصهيونية في خلق وجودها من بين جملة ممنهجة من أكاذيب وادعاءات وأساطير، وتحقيق مآربها الاستيطانية: «لقد استندت الأيديولوجية الصهيونية على سبع مقولات أساسية، ارتكزت عليها في صياغة وجودها، وتطور تقدمها السياسي: 1) مقولة الأمة اليهودية الواحدة. 2) مقولة شعب الله المختار. 3) مقولة اللاسامية. 4) الصهيونية هي حركة تحرر وطني. 5) الإسرائيلي يساوي اليهودي، واليهودي يساوي الصهيوني. 6) تهويد الأرض التي تم تحريرها.7) كل صهيوني يهودي، وليس كل يهودي صهيوني».