19 سبتمبر 2025
تسجيلإن لم تكونوا مقتنعين بفاعلية لقاح كوفيد - 19، فعلى الأقل لا تروجوا عنه ما لا تفقهون وما لم يثبت عنه أي من ادعاءاتكم التي تحاولون بها ثني أفراد المجتمع الذين لم يتلقوا بعد الجرعة الأولى من اللقاح من أنه يسبب مضاعفات مستقبلية قد تؤدي للوفاة أو على الأغلب تداعيات خطيرة على الصحة العامة!. للأسف هذه العينة من الأفراد باتوا يظهرون للعلن لا سيما على حساباتهم في تويتر ويعلنون بكل شجاعة بحسب ما يرونها من زاويتهم الضيقة أنهم سيظلون مقاطعين التطعيم ويعولون على ذلك على نظرية المؤامرة التي باتت وشاحاً يلتف حول أعناق الكثير ليس في قطر وحدها وإنما في العالم بأسره، ومن المؤكد أنه سيضيق بهم يوماً حتى يجدوا أنفسهم ضحايا فعلاً لهذه المؤامرة التي عشعشت في عقولهم وساعدت مخيلتهم الخصبة على مضاعفة حجمها حتى يصدقوا في النهاية كذبتهم وربما يقتلهم هذا الشك وهذا الخوف وهذه الظنون والأفكار السوداء قبل أن يتسلل فيروس كورونا إلى صدورهم غير المحصنة فيرديهم قتلى لا حول لهم ولا قوة!. نحن في القرن 21 وللأسف لا تزال مثل هذه الأفكار المستقاة من ترهات لا أساس لها من الصحة تكبر وتزداد، لأن هناك من العقول البائسة باتت مرتعاً خصباً لغرس مثل هذه الأفكار الخالية من أي منطق يقول بأن فيروس كورونا ليس شبحاً يطوف على العالم من المدار الفضائي الذي تدور عليه الكرة الأرضية فيلوح لنا بيديه مهدداً أو يخرج لنا لسانه الطويل ليغيظنا ولكنه بات قابضاً للأرواح بأمر الله وحصد اليوم ما يزيد على أربعة ملايين روح شخص في العالم بأسره، ولا يزال مستمراً في هذه المهمة التي تنجح كثيراً لدى غير المُطعمين بالذات الذين يمكن للقلة منهم أن يموتوا، ولكنها تبقى نسبة ضئيلة أمام الفئة الكبيرة غير الملقحة والتي تموت جراء الإصابة بالفيروس الذي ينكرونه من الأساس فكيف ننتظر فعلا أن يعترفوا باللقاح بعد كل هذا ويسعوا مع الدولة التي لم تقصر أبدا في الوصول للمناعة المجتمعية المرجوة والتي عليه يمكن فعلا أن نعود تدريجيا للحياة الطبيعية التي نتمناها ويتمناها هؤلاء الذين لا يسعون للأسف للوصول لها بصورة أسرع وذلك لتفاقم إصابتهم بهوس المؤامرة الذي يسيطر عليهم!. اليوم قطر بالفعل تتعافى وعدد الإصابات اليومية تناقص عن 100 حالة في سبق ملحوظ لما تبذله وزارة الصحة ووزارات معنية ومؤسسات وأجهزة في الدولة تسعى مجتمعة لتحقيق الرقم صفر من الإصابات، وفي الوقت الذي كنا على وشك انتكاسة ثانية كان يمكن معها أن تتأثر منها منظومتنا الصحية، فإن العقول التي تدير اللجنة العليا لإدارة الأزمات في الدولة أثبتت أنها خير ما تفعله هو النهوض سريعا لتدارك الموقف والتعاون مع مجلس الوزراء الموقر لسن قوانين مشددة لا تحد من حرية الفرد في المجتمع، لكنها بلا شك تقنن هذه الحرية التي يمكن أن تضر بها حرية المجتمع في أن يحيا سليماً معافى، وأعني لأفراده ومقدراته التي تدفع بها الحكومة بسخاء لوقف تفشي هذا الفيروس وتشجيع كل فئات المجتمع المسموح لها بتلقي اللقاح على حجز موعد لأخذه حسب المتبع وبصورة سلسة وبالمجان وتطويع جميع المراكز الصحية الحكومية لاستقبال الجمهور لتلقي اللقاح بجرعتيه وتوفير فحوصات الكشف عن الإصابة بالفيروس في المراكز الطبية الخاصة بأسعار موحدة وثابتة، فهل بعد كل هذا يحاول من أفراد المجتمع أنفسهم أن يقللوا من نجاح جهود وخطط الدولة ببث إشاعات مغرضة؟، وأنا من هذا المنبر أدعو وزارة الداخلية في هذا الصدد إلى رصدها والوقوف عليها بجدية، لأنها فعلاً يمكن أن تؤثر بصورة سلبية على أفكار الذين لم تتبلور لديهم القناعة بأخذ اللقاح تماماً، لأننا إن كانت حربنا ضد الفيروس يمكن أن تنتهي يوما فإن حربنا ضد هذه الأفكار يجب أن تبدأ. @[email protected] @ebtesam777