18 سبتمبر 2025

تسجيل

الوطن هو الوعي الحقيقي

11 يوليو 2019

علينا الانتباه إلى أن أي وعي يقودنا إلى ما دون الوطن هو "وعي زائف". أخشى ما أخشاه من تشظي الوعي بحيث يسيطر على فرد أو جماعة، فيعتقد أو يعتقدون أنهم على حق وغيرهم على باطل، إن مؤسسات المجتمع تلعب دورا هاما في تكوين الوعي الحقيقي الذي ينطلق من الواقع، لأن في ذلك شرطا رئيسيا حتى لا يكون زائفا. فهي وحدها القادرة على تنمية الجانب الفكري والعقلي بدلا عن التلقين المجرد الذي يخلق بالتالي وعيا زائفا. اليوم في هذه الأزمة، المراد كما يخطط المحاصرون أن نكون مجتمعا تابعا ومسيطرا عليه، وهذا لن يتحقق لهم طالما كان الوعي حقيقيا وليس زائفا، أي أن ينطلق من الوطن مؤسسة وليس من الأفراد والجماعات والطوائف. من صور الوعي الزائف التي قد تسبب إشكاليات كثيرة للمجتمع في المستقبل، أن يُربى النشء على التلقين تربويا، حينها يصبح صيدا سهلا لحبائل تزييف الوعي سواء دينيا أو سياسيا . نحن في أشد الحاجة اليوم إلى أن يكون مصدر الوعي هو الوطن وليس غيره؛ فالوعي الحقيقي يساعد في تغيير الواقع، أما الوعي الزائف فيقوم على تكريسه، خاصة عندما يكون الإنسان في مرحلة من عدم إدراك ما يدور حوله في زمن التضليل والفتن والصراعات. فالملاذ الوحيد هو أن ينطلق الوعي من الوطن ومن قيم المجتمع النبيلة. النظام التعليمي يتحمل جزءا كبيرا من هذه المسؤولية العظمى، وهي تبديد الوعي الزائف الذي يتبرمج عليه الأطفال والذي يبقى مسيطرا عليهم طوال حياتهم، ومهما حملوا من شهادات بأرقى الجامعات، إلا أن وعيهم لم يتغير ويظل مرتبطا بوحدات صغرى ما دون الوطن سواء دينية كانت أم اجتماعية؛ فأول خطوة يحققها الإنسان في معرفة ذاته هي شعوره بانتمائه لمجتمع يتطور تاريخيا وحضاريا. إذا فقد المجتمع هذه الخاصية تبدأ طبقات الوعي الزائف بالتراكم على العقول ، أزمتنا الراهنة أزمة وعي زائف يمثله هذا الحصار الجائر، وأول خط دفاع نواجهه به هو الوعي الحقيقي النابع من الوطن الواحد، من قطر، هي القبيلة وهي الطائفة. احذروا من الوعي الزائف الذي تحمله كثيرٌ من وسائل الاتصال الاجتماعي، وبذور الشك والتفرقة التي تُلقى هنا وهناك واعتصموا بعد الله بالوطن وبالأمير، وبالمكاسب التي تحققت حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.