26 أكتوبر 2025
تسجيلهل يمكن أن تشتري السعادة؟ أو هل يمكن للمال أن يجلب السعادة؟ وهل تزيد السعادة بزيادة الأموال التي تملكها؟.. يقول البعض إن المال يجلب السعادة وهو أحد مسبباتها؛ فستتمكن من شراء كل ما يحلو لك، وستتخلص من ديونك التي ترهقك نفسياً وفكرياً، بينما يقول البعض الآخر إن السعادة لا علاقة لها بالمال، فهناك الكثير من الفقراء سعداء، والكثير من الأغنياء لم يجدوا السعادة التي ينشدونها. فهل هناك علاقة بين السعادة والمال؟ اطلعت على عدة أبحاث بهذا الخصوص، أثبتت هذه الدراسات أنه بالفعل هناك علاقة بين السعادة والمال. فالشخص ميسور الحال الذي لا يشغل باله فيما إذا كان سيتمكن من توفير وجبة عشاء لأبنائه سيكون غالباً أسعد من المعدوم الذي يرى أبناءه جوعى ولا يملك المال الكافي لشراء ما يسد جوعهم. ولكن هذه الدراسات وصلت لنتيجة أخرى أيضاً: إن علاقة السعادة بالمال تنتهي عند وصول الشخص لمرحلة الاكتفاء بالحاجات الأساسية، بمعنى أنه عندما يستطيع الشخص توفير الاحتياجات الضرورية، كالمسكن والمأكل وغيره من ضروريات الحياة، فإن العلاقة بين السعادة والمال تنقطع. فأظهرت الدراسات أن من يتجاوز دخله السنوي المتوسط العام في بلده (بين 50 إلى 75 ألف دولار في الولايات المتحدة) ليس بالضرورة أن يكون أكثر سعادة، فبعد تحقيق نمط المعيشة المتوسط؛ ينتهي دور المال، وتدخل عوامل أخرى كثيرة، كالعلاقات الاجتماعية المتميزة، والأسرة المتماسكة، والعطاء الخيري، والشعور بالرضا النفسي، وغيرها من الأمور. عندما تكون شخص ميسور الحال بدخل مالي متوسط يغطي المصاريف الأساسية لحياة كريمة، فلا تظن أن زيادة المال ستجلب لك سعادة أكبر، بل عليك أن تركز وتوجه طاقتك وجهدك ووقتك لأمور أخرى تحقق فيها التوازن وتجلب لك السعادة الحقيقية.